المرّيخ موجود ويمكن الوصول إليه بالتقنيات المتوافرة... لذا فنحن لا نستطيـــــع أن نرفض محاولة خوض هذه المغامرة!» أصيب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحمّى الفضاء منذ بدأ ولايته. إعلان تلو الإعلان عن «الرغبة الفرنسية والأوروبية» في الالتحاق بالترسانة الفضائية الأميركية، ووجوب توحيد الجهود بين مختلف القوى الأوروبية كي يُزرع العلم الأزرق ذو النجوم الاثنتي عشرة على سطح القمر أو المرّيخ. في مطلع الأسبوع صرّح ساركوزي ببعض تفاصيل الخطة الفضائية التي وضعها والتــي ضمّت أخيراً اكتشاف الكوكب الأحمر (المرّيخ) والكواكب الصغيرة غير المعروفـة بعد. وكان الرئيس الفرنسي يحثّ الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي في كل فرصة أو حديث له عن استكشاف الفضاء، للتعاون في ما بينهم ومع الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك الخبرة الواسعة في هذا المجال، من أجل الالتحاق بالخريطة الحالية للدول ذات الأهمية المحورية في الشأن الفضائي. وقد أعلن ساركوزي الحاجة الى زيادة في ميزانية التسلّح الفضائـي على غرار ما تقوم به كل سنة الإدارة الأميركية. وعندما نقول «التسلّح الفضائي» نقول أجهزة تنصّت وأقمار اصطناعيــــة جديــدة ومدارات مستحـــــدثة لصواريخ قد تحمل علماً جديداً: إما الفرنسي أو الأوروبي. فيكون ساركوزي قد استكمل بذلك «خطّة التكامل» والتنسيق التام بين السياسة الأميركية والفرنسية وصولاً الى الفضاء. وما كانت زيارته الى موقع «أريان» الفرنسي لإطلاق الصواريخ في غويانا في مطلع الأسبوع إلا دليل على تبنّي ساركوزي شخصياً للمشروع الفضائي الفرنسي.وللمناسبة، قال علمـاء ومســــــؤولو فضاء سابقون أمس إن الولايات المتحدة ينبغي أن تتعاون مع دول أخرى لتحقيق هدفها لإرسال بشر إلى كوكب المريخ وإلا فلن تستطيع تحقيق ذلك الهدف.
ويريد الرئيس الأميركي جورج بوش من إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) التركيز على إرسال رواد فضاء إلى سطح القمر والمريخ. ويستبعد مسؤولو ناسا إنجاز مهمة إرسال بشر إلى المريخ قبل الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين.
وقال سكوت هبارد المدير السابق لمركز أبحاث (ايميس) وبرنامج استكشاف المريخ التابع لناسا «المتطلبات التي حددتها الوكالة للمهام الاستكشافية المأهولة كانت أن تبني الولايات المتحدة كل البنية التحتية وتقوم بكل العمل وتمهد الطرق وتضع كل شيء في مكانه ثم قد يأتي الأوروبيون أو (شركاء) دوليون آخرون ويقومون بأعمال جانبية».
واستطرد هبارد، وهو حالياً أستاذ في جامعة ستانفورد جنوبي سان فرانسيسكو، قائلاً «نحث الإدارة القادمة على أن تراجع هذه المتطلبات لترى ما إذا كانت هناك إمكانية لتعاون دولي أوسع يزيد من هذه القدرات دون أن يضع العبء المالي كله على كاهل الولايات المتحدة».
وتحدث هبارد وآخرون أمس، بعد مؤتمر استغرق يومين في جامعة ستانفورد، بحضور حوالى 50 شخصية من رواد فضاء ومهتمين بالشأن العام ومديرين تنفيذيين في مجال صناعة الفضاء وعلماء، لمناقشة أفضل السبل للمضي قدماً بمهمة إرسال بشر إلى المريخ.
وجاءت دعوة المشاركين الى دعم تعاون دولي أكبر عقب فكرة طرحها قبل أيام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اقترح برنامجاً عالمياً لاستكشاف المريخ يوحّد الدول الأوروبية وقوى أكثر تقدماً في مجال الفضاء مثل الولايات المتحدة وروسيا.
ويقول مسؤولون إنه بسبب طبيعة مدار المريخ فإن مهمة إرسال رواد ستتطلب مكوثهم في الكوكب الأحمر مجرد سبعة أو عشرة أيام في مهمة تستغرق إجمالاً من عام الى عام ونصف أو أن يمكثوا أكثر من عام على سطحه في مهمة إجمالية مدتها ثلاثة أعوام.
وقال العلماء في المؤتمر إن ناسا ستحتاج إلى حوالى ثلاثة مليارات دولار كتمويل إضافي سنوياً استعداداً لمثل هذه المهمة. وتبلغ الميزانية الحالية للإدارة 17.3 مليار دولار منها 3.3 مليارات لبرنامج مكوك الفضاء و4.7 مليارات للعلوم و3.1 مليارات لمهام الاستكشاف ومنها رحلة إلى القمر بحلول عام 2020.
(الأخبار، رويترز)
-