ازدادت الشبهات في الفترة الأخيرة بشأن انتماء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الكنيسة السيانتولوجية، وذلك بعدما بثّت قناة «كانال بلوس» canal plus الفرنسية، تحقيقاً عن علاقته بهذه المنظّمة.وتضمّن التحقيق تذكيراً بالضغط الذي مارسه ساركوزي على الحكومة حين كان وزيراً للداخلية لتخفيف المراقبة التي تفرضها السلطة الفرنسية على الكنائس السيانتولوجية، كما أشار التحقيق إلى أنّ ساركوزي طرد أحد عناصر الشرطة المخوّلة بهذا الملفّ. من جهتها، صرّحت الناطقة الإعلامية للمنظمة في فرنسا خلال التحقيق «أنّ الوضع تحسّن كثيراً بالنسبة إلينا منذ أن تولّى ساركوزي وزارة الداخلية».
وما زاد الجدل الدائر بشأن انتماء الرئيس الفرنسي إلى الكنيسة السيانوتولوجية، هو اللقاء الذي عقده في الثلاثين من آب عام 2004 وكان وزيراً للمال آنذاك، مع الممثّل الأميركي توم كروز، الذي يعدّ الناشط الأبرز في هذه المنظّمة منذ أكثر من عشرين عاماً. وبعد الزيارة صرّح كروز أنّ الحديث دار عن «السينما، الحياة العائلية والسيانتولوجيا».
وفي الإطار نفسه، يستند «متّهمو» ساركوزي، إلى مقطع ورد في كتابه يدعو فيه إلى التعرّف على «الحركات الروحية الجديدة».
وأخيراً شبّه المؤرّخ الألماني غيدو كنوب، كروز بـ «وزير البروباغندا النازي جوزف غوبلز»، وذلك بعدما عرض فيلماً لكروز يخطب فيه في اجتماع للسيانتولوجيين، ويهيّج الجماهير، وهو مرتدٍ ميدالية حُفر عليها شعار الكنيسة السينتولوجية.
أمّا السيانتولوجيا، فهي مجموعة من التعاليم الدينية والمعتقدات، تستند إلى فلسفة علمانية أسسها عام 1952 المؤلف رون هوبارد، من ثم أعاد صياغتها باعتبارها «فلسفة دينية تطبيقية».
وتهدف السيانتولوجيا إلى إرساء «حضارة بلا جنون، بلا مجرمين وبلا حرب، حيث ينال كلّ شخص حقّه، فيستطيع الإنسان بلوغ أقصى ما يحلم به»، كما يعرّفها كتاب «هدف السيانتولوجيا».
إلا أنّ أكثر ما أثار الجدل بشأن هذه المنظّمة الجديدة، كان ما أدلى به هوبارد نفسه عام 1980 لمجلة «ريدرز دايجست»، عن أن فكرة إنشاء دين جديد خطرت له إثر نقاش مع صديق له على حوض سباحة في الخمسينات عن أقصر الطرق للحصول على مليون دولار. فكان هوبارد واثقاً بأنّ إنشاء دين جديد، «هو الحلّ الأنسب».
تشتهر هذه الكنيسة بنشاطها الكبير أثناء الكوارث الطبيعية والحوادث الإنسانية، وخصوصاً خلال التسونامي عام 2004، وأحداث 11 أيلول والفيضانات التي اجتاحت ولاية نيو أورليانز عام 2005.
وحتى الساعة، لم تعترف كل الدول بالسيانتولوجيا ديناً مستقلاً وجديداً، كما هي الحال في روسيا، إلّا أن دولاً أخرى أعطت السيانتولوجيين حقوقهم الكاملة في الزواج والاجتماع، ولا سيما أفريقيا الجنوبية، تانزانيا، أوستراليا، إيطاليا والسويد.
وأبرز مشاهير العالم الذين ينتمون إلى هذه الكنيسة إضافةً إلى كروز، الممثل جون ترافولتا، والممثلتان جولييت لويس وكاثرين بيل.
(الأخبار)