4 مليون شخص على الأقلّ سيصابون بالاحباط اذا ما تأكّدت صحّة نتائج الدراسة الأخيرة التي بيّنت أن دواء الـ «بروزاك» Prozac (المضاد للاحباط)... غير نافع! اذ أكّدت الدراسة التي نشرت في مجلّة «المكتبة العامة للعلوم» Public Library of Science أمس، والتي قام بها باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية ومن كندا، أنه نتيجة للبحث العلمي والعيادي الذي قامت به مجموعة الباحثين تلك، تبيّن أنّ مفعول حبّة الـ «بروزاك» (او أي دواء مشتقّ او مشابه) لا تختلف عن مفعول أي مهدّئ عادي كالذي يصفونه الأطباء ويسمّونه «بلاسيبو» Placebo أي الدواء الذي لا مفعول له، بل أنّ تأثيره وهميّ، يأخذه المريض ليشعر بتحسّن نفسي فقط.وطلب الباحثون من «دائرة المأكولات والادوية» التي ترخّص للأدوية في الولايات المتحدة أن توفّر لهم كل المعلومات والوثائق المطلوبة في أبحاثهم كما حصلوا منها على حقّ وحرية نشر تلك المعلومات. كما قام الباحثون بمراقبة عدد من المرضى النفسيين من الذين يأخذون دواء «بروزاك» وآخرين ممن أعطاهم الأطباء في عياداتهم أدوية «وهمية» ومهدّئات (بلاسيبو)، فأظهرت مقارنة الحالات تلك أنّ تأثير كل تلك الأدوية هو نفسه على المرضى، دون أن يسجّل الـ «بروزاك» أي تميّز على الحبوب الوهمية الا في الحالات القصوى من الاحباط النفسي. وتناولت الدراسة عيّنات من الفليوكسيتين (الذي يستخدم في «بروزاك») والباروكسيتين (الذي يستخدم في «سيروكزات») والفنلافاكسين (الذي يستخـدم في «إفيكسور») ونيفـــــازودون (الذي يستخدم في «سيرزون») وخرجت الدراسة باستنتاج يقول أنّ «جميع الأدوية المضادة للاحباط هي تحت المستوى المطلــــوب من العلاجات العيادية».
من هنا طالبت الدراسة جميع الأطباء بفحص عيادي لمرضاهم قبل وصف الأدوية النفسية، لأن العلاج قد يكمن في حبّة مهدّئة لا أكثر ولا أقلّ. وأن استخدام دواء كالـ «بروزاك» يكون ناجعاً فقط في حالات الاحباط الحاد.
من جهته علّق المتحدث باسم الشركة المصنّعة لـ «سيروكزات» لصحيفة «غارديان» قائلاً إنّ الدراسة «تجاهلت تماماً التأثير الايجابي للدواء والذي أُثبت في غالبية الحالات المرضيـة التي عولجت في العيادة»، وأضاف «أرجـو أن لا تؤخذ نتائج هذه الدراسة بعين الاعتبار فيتأثر بها المرضى سلبياً».
وكان قضية الأدوية المضادة للاحباط قد أثارت الكثير من التساؤلات والجدل حول ردود الفعل السلبية وما يسمى بالعوارض الجانبية لتلك الأدوية والتي أدّت في بعض الأحيان الى حالات انتحار خاصة عند الشباب، ما فرض على الأطباء والمعالجين النفسيين عدم وصف تلك الأدوية الى الأشخاص ما دون 18 سنة.
وقد اشتهر دواء «بروزاك» كثيراً منذ أن بـــــدأت الولايات المتحدة الأميركية بانتاجه في الـ 1988 وهو يتميّز (كما يقول منتجوه) بمادة الـ «فليوكسيتين» المضادة للاحبــــــاط، ما درّ بالأرباح الضخمة على منتجه إيلي ليلي الذي أصبح مليارديرا في سنـوات قليلة.