بدأت الأمم المتحدة توسيع نطاق حملتها لمناهضة ختان الإناث، ودعت في بيان صدر عن عشر وكالات تابعة لها، إلى ضرورة التعاون بين مختلف دول العالم، لمنع هذه الممارسة، بحلول العام 2015، وهو العام المقرر لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية. وأعربت وكالات الأمم المتحدة عن التزامها القضاء على ممارسة «تشويه الأعضاء التناسلية للإناث»، كما تعهدت بدعم الحكومات، والمجتمعات المحلية، والنساء، والفتيات، من أجل التخلي عن هذه الممارسة في غضون جيل واحد، مع تحقيق خفض كبير في معدل القيام بها في الكثير من البلدان. وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، آشا روز ميغيرو في هذا الخصوص: «إذا أمكننا أن نوحّد قوانا في مجهود مشترك، فسيكون بمقدورنا القضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خلال جيل واحد، لكن بلوغ هذا الهدف يتطلب في آن واحد زيادة الموارد، وتعزيز التنسيق والتعاون».وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد النساء والفتيات اللواتي جرى تشويه أعضائهن التناسلية يتراوح بين 100 مليون و140 مليوناً، كما أنّ هناك ما يزيد على ثلاثة ملايين طفلة عرضةً لهذه الممارسة سنوياً.
وقال البيان، الذي أصدرته الوكالات الدولية أول من أمس: «إن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يعدّ انتهاكاً لحق الفتاة والمرأة في الصحة والحماية، بل في الحياة نفسها، إذ إن هذه الممارسة تؤدي أحياناً إلى الوفاة».
وأضاف: «رغم أن جهود المجتمعات المحلية والحكومات والمنظمات الوطنية والدولية على مدى عشرات السنين، قد ساهمت في خفض معدلات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في مناطق كثيرة، لا تزال هذه الممارسة واسعة الانتشار». وسلّط البيان الضوء على الآثار الضارة التي يلحقها تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بصحة النساء والفتيات والمواليد، مشيراً إلى أن دراسات حديثة كشفت أن النساء اللاتي يتعرضن لتلك الممارسة يكنَّ أكثر عرضةً لخطر الجراحات القيصرية، والنزيف أثناء الوضع. وذكر البيان «أن قلقنا يتزايد إزاء إضفاء الطابع الطبي على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث تُجرى عمليات التشويه تلك على يد متخصصين صحيين وفي مرافق صحية بحجّة أنها أكثر أماناً».
كما أشار البيان، الذي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، إلى أن ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث هي «مظهر من مظاهر عدم المساواة في العلاقات بين المرأة والرجل، الذي تمتد جذوره بعمق في التقاليد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية».
ويسود اعتقاد بأن هذه الممارسة تعزز من عفة الفتاة وتزيد من فرصها في الزواج عن طريق التحكم في حياتها الجنسية، لذا فإن أفضل وسيلة لتغييرها هي من خلال العمل مع المجتمعات المحلية التي فيها هذه الممارسة.
والوكالات العشر التي أصدرت البيان، هي: برنامج الأمم المتحدة المشترك المعنيّ بالإيدز، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، ومنظمة الصحة العالمية.