القاهرة ـ محمد شعير
أعلنت إدارة مهرجان القاهرة للسينما المستقلة إلغاء المهرجان نهائياً بسبب تدخّلات «الرقابة» التي فرضت مشاهدة الأفلام قبل السماح بتنظيم المهرجان، وإما إبلاغ الأمن بمنعه.
وقال محمد عبد الفتاح رئيس المهرجان إنّ دورة المهرجان الأولى التي أقيمت العام الماضي هي «الأولى والأخيرة للمهرجان داخل مصر»، مشيراً إلى «وجود اتصالات لنقله إلى دولة أخرى، بينها لبنان، لكن بعض الأصدقاء هناك أكدوا وجود رقابة قوية قد لا تسمح أيضاً بالعرض من دون المرور عليها».
وأضاف عبد الفتاح أنّ قرار الإلغاء اتُّخذ بإجماع المنظمين لعدم اقتناعهم «بأي شكل من أشكال الرقابة»، متسائلاً «كيف يكون مهرجاناً للسينما المستقلة وهو لا يملك استقلالاً في اختيار أفلامه؟».
وأضاف أنّ مؤسسة «قافلة حالة» منظمة المهرجان ستقوم بالتعاون مع بعض المؤسسات الثقافية خارج مصر بإقامة بعض الفعاليات الخاصة بعرض أفلام المهرجان في أكثر من دولة. وكان المنظمون قد أعلنوا قبل شهر تأجيل الدورة الثانية من المهرجان بعد مذكرة رسمية تلقّوها من الرقابة. يومها، بدأت مشاورات مع رئيس الرقابة علي أبو شادي لحلّ الأزمة تدخّل فيها العديد من السينمائيين والنقاد، وأُعلن تأجيل المهرجان حتى شباط (فبراير). وكان أبو شادي قد صرّح أنّه ليس مخوّلاً منع المهرجان أو تأجيله، «لكن هناك احتمالات كبيرة لوقفه بسبب مخالفته قوانين العرض العام».
وأكد أبو شادي أنّه تدخّل لحماية الدورة الأولى من المهرجان، إذ طلب من مفتّشي الرقابة عدم المساس به. وبعد ذلك، التقى رجل الأعمال هاني عنان، راعي الدورة الأولى ومموّلها، وأوضح له أنّ أفلام الدورة المقبلة لا بد من أن تحصل على موافقة الرقابة. لكن يبدو أنّ منظمة «حالة» كانت تطمح بأن تتجاهل الرقابة المهرجان، وهو أمر لم يقدم عليه أبو شادي هذه المرة!