خالد صاغية
هل يكفي ارتفاع أسعار المحروقات للتظاهر والإضراب؟
طبعاً لا. علينا أن نعرف أوّلاً من المسؤول عن رفع الأسعار، حتّى نعرف إن كان يجوز لنا التظاهر في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي الدقيق. فنحن لا تُحرّكنا العناوين الصاخبة، ونحتاج إلى قراءة ما بين السطور وما وراء الخبر.
لذلك، إذا كانت الحكومة مسؤولة، فسيتظاهر سائقون عاملون في النقل البرّي. لكن سيتظاهر سائقون من أنصار 8 آذار، ما دامت الحكومة تنتمي إلى ثورة 14 آذار المجيدة. أمّا إذا كانت المسؤولية لا تقع على عاتق الحكومة، فلا مصلحة لسائقي 8 آذار بالنزول إلى الشارع. عندئذ، سيعلن سائقو 14 آذار حماستهم، لأنّ ارتفاع أسعار المحروقات نابع من الفراغ الذي تتحمّل قوى 8 آذار مسؤوليته، ما دامت هي من يعرقل انتخاب المرشّح الرئاسي التوافقي العماد المنقذ ميشال سليمان.
في المقابل، إذا كانت أسباب ارتفاع الأسعار غير محلية، فلن يتظاهر اللبنانيون قبل أن يعرفوا ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية وشركات النفط العملاقة ودول كالسعودية مثلاً هي المستفيدة من ذلك، أم أنّ دولاً نفطية كإيران وفنزويلا هي المستفيد الأوّل. ينبغي فهم الموقف قبل التحرّك.
خبر عاجل: «قرّر اتّحاد النقل البري في لبنان تنفيذ إضراب عام والتظاهر للعاملين في قطاع النقل البري في كل المناطق اللبنانية في 24 من الشهر الحالي احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات».