أحمد محسن
لحم بقر، ماعز أو خنزير؟ عادي أو... مستنسخ؟ لن يقتصر في المستقبل السؤال عن نوعية اللحوم التي نشتريها على فصيلة الحيوان الذي يُذبح، بل سيكون الاستفسار عما إذا كانت تلك اللحوم تأتي من حيوان «طبيعي» أو مستنسخ! إذ أكّدت الدراسة الأخيرة التي أعدتها إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة الأميركية أن مشتقات الحيوانات المستنسخة «صالحة للاستهلاك البشري وآمنة تماماً، كما مشتقات الحيوانات العادية». وقد مرّت الدراسة التقويمية تلك، بثلاث مراحل: تقويم المخاطر، اقتراح خطة لإدارة هذه المخاطر، ومشروع توجيه الصناعة الذي يخضع لتعليقات واقتراحات الجمهور خلال تسعين يوماً بعد طرح المنتجات في الأسواق.
وأشارت الدراسة إلى أنه لا حاجة حتى لوضع ملصقٍ يدلّ على حقيقة هذه المنتجات. ومن المتوقع أن تصدر هيئة التنمية الحرجية في الأسابيع الآتية قرارها النهائي بشأن الموضوع، وهو إيجابي على الأرجح، في ما يتعلق بالخنازير والماعز. وتؤكد الشركات التي تتبنى المشروع أن العملية هي فقط «لتبسيط الإنتاج».
لكن أصحاب المواشي يعارضون هذا الأمر بكل جوانبه، اقتصادياً بالدرجة الأولى، وصحياً بالدرجة الثانية. أما الكونغرس فيؤكد أن إدارة الأدوية والعقاقير لا تصر على تسويق هذه الفكرة فقط لأنها «آمنة» كما تدّعي، بل لغاياتٍ أخرى تجارية في أغلبها. قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن هذه التكنولوجيا بديلاً فعلياً أو منافساً للقطاعات الإنتاجية الأخرى، وخصوصاً أن الجمهور هو المحدد الأساسي للسوق الاستهلاكية. لذا ينبغي السؤال بجدية عن مدى تقبل المجتمعات لهذه الفكرة الهجينة قبل المباشرة باستخدامها، وخاصة أن فكرة الاستنساخ لا تزال مرفوضة أخلاقياً ودينياً واجتماعياً في بعض الدول والمجتمعات الكبيرة.