البقاع ـ عبادة كسر
هل يمكن أن تصدّق أن رجلاً ثمانينياً، في هذه الأيام من السنة، يخرج ليستحم في المياه المتجمدة في بركة اليمونة في البقاع؟ هو بالفعل زيد شريف المعروف بـ«أبو محمد» من قرية اليمونة غربي بعلبك، وهو من مواليد عام 1928.
يروي أبناء القرية عن أبو محمد ولعه بالقرية التي لا يغادرها إلا عند الضرورة القصوى. وهو يعمل بـــــــالزراعة، غير أن اللافت أنه بقدر ما شاخ فإنه تشبّث بعاداته ونمط حياته الذي اتبعه منذ شبابه كعدم استخدامه المياه الساخنة في الاغتسال أو الاستحمام على مدار أيام السنة.
وهو عندما تسمح له الظروف، يخرج الى بركة اليمونة ويستحم في مياهها حتى في أقسى الظروف المناخية.
وهو يقول إنّ ذلك «هو بمثابة الدواء للجسم يشفيه من الأمراض التي قد تصيبه». يقول ابنه البكر محمد إنّ والده «عندما يمرض وترتفع حرارته يذهب الى البركة التي يتجمّد سطحها أحياناً لتدني درجات حرارتها ويخلع ثيابه ويكسر الجليد للاستحمام بالمياه المتجمّدة ثم يخرج من المياه معافى ونشيطاً!» ويضيف أنه «منذ من فترة وجيزة كسرت ذراع أبي محمد، فرفض الذهاب الى المستشفى وهرول الى البركة وكالعادة استحم بالمياه المتجمدة لعلّه يشفى من كسره».
وأبو محمد لا يكترث لنصائح الأطباء والناس بأن مثل هذا العمل يمكن أن يؤذي صحته وخاصة أنه خضع منذ زمن لعملية القلب المفتوح، فهو يعتبر أن العلاج يكمن في الاستحمام بهذه الطريقة، وبحسب قناعته فإن هذا ما يمدّه بالقوة للقيام بالزراعة وممارسة نشاطاته اليوميـــة بصحــــة وعزيمة.