خالد صاغية
أودى تفجير الكرنتينا بعدد من الضحايا الذين كانوا يعبرون صدفة في المكان. لكن من يتابع التصريحات، يخرج بانطباع أنّ الفاجعة الكبرى لا تتمثّل بسقوط هؤلاء المواطنين، بل بإلغاء عشاء الفينيسيا وغداء قريطم اللذين كانا قد أُعدّا لوداع السفير الأميركي جيفري فيلتمان. الكثير من ربطات العنق تمّ شراؤها للمناسبة، وذهب ثمنها هدراً.
أمّا أحد المرشّحين (السابقين) لرئاسة الجمهورية، فلم يتورّع عن وصف الحادث بأنّه استهداف لـ«الحضور الدبلوماسي الفاعل في لبنان لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة، الذي هو من أبرز مقوّمات السيادة لأي دولة مستقلّة».
إن تساءل مواطن ما، من الآن فصاعداً، عن تحرّكات فيلتمان وتصريحاته واجتماعاته، فعليه أن يعلم أنّ ذلك يُسمّى «حضوراً دبلوماسيّاً فاعلاً». وليس فيلتمان من يُساءَل عن نشاطه الزائد، بل سائر السفراء والدبلوماسيين هم الذين يساءلون عن كسلهم وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم.
وإن تساءل مواطن آخر عمّا تسمّيه بعض قوى المعارضة «وصاية أميركيّة»، فعليه أن يدرك أنّ هذه الوصاية أو ما يشبهها هي «من أبرز مقوّمات السيادة لأيّ دولة مستقلّة». راقبوا مثلاً نشاط السفير اللبناني في واشنطن.
إذا كانت هذه مطالعة من تخلّى الأميركيّون عن ترشيحه، فماذا ستكون مطالعة من تبنّى الأميركيّون ترشيحه؟ علينا أن ننتظر لنرى. فنحن يُفرَض علينا رئيس، نصف الجمهوريّة على الأقلّ لم تحظَ بعد بسماع نبرة صوته. وحين نقول نصف الجمهوريّة، نستثني طبعاً سكان المخيّمات الذين سمعوا... ورأوا.