برلين ـ غسان بو حمد
يتصدّر معرض «الأسبوع الأخضر» الذي فتح أبوابه في برلين في نهاية الأسبوع واجهة المعارض الدولية والسنوية المميّزة في العالم. فهو المعرض الذي يستحق عن حقّ تسمية «معرض المنتجات الأرضية» لكثرة الأطايب المنوّعة المحمولة على رفوفه والوافدة من جميع أنحاء العالم. هو المعرض الدولي الوحيد الذي يجمع في صالة واحدة جميع ألوان الثمار من الموز إلى البطيخ والجوز واللوز والبهارات والأجبان والألبان، إلى العنب والبلح والبندورة...
وبقية الثمار والفاكهة والخضروات والأزهار وسواها من منتجات الطبيعة.. من دون نسيان الماشية وعطاءاتها الدسمة.
يُدرك الزائر الذي يجول في المعرض أنه في ملتقى اقتصادي ـــــ تجاري ترعاه شركات التغذية والمأكولات العالمية، لكن يخيّل إليه في الوقت نفسه أنه في معرض للفنون والأزياء والجمال، نظراً لتمازج الأطعمة المختلفة والطازجة المنتشرة على مساحة تتجاوز الكيلومترين المربّعين والتفنّن بأكثر من مئتي ألف طبق من خمسين دولة، وأكثر من ألفي شركة إنتاج غذائي، إضافةً إلى «اللوحات الاستعراضية» التي يقدّمها المزارعون الأفراد بأزيائهم التقليدية الريفية.
«عبثاً البحث عن تحديد لهذا المعرض الدولي الأخضر» تجيبنا مسؤولة القسم الصحافي باولا لوتمان، وتستطرد: «نتوقع في الأسبوع المقبل أن يتجاوز عدد الزائرين نصف مليون زائر من جميع أنحاء العالم، فهنا لا يتعب الزائر من البحث عن نكهته المفضلة ومن حقّه أن يتذوّق جميع المنتجات الغذائية ويبحث عن طبقه المفضل وأن يطلب المزيد قدر ما يشاء، والأهمّ مجاناً». وتشير الى أنّ «شركات المواد الغذائية تنشر مخبريها السرّيين في أروقة المعرض لاستطلاع الناس والكشف عن أذواقهم وطلباتهم وملاحظاتهم لتسجيلها ورفع التقارير بهدف تحسين النوعية»، وعليه، واستنادا إلى تقارير المخبرين، يجري توقيّع العقود والصفقات بين مختلف الدول وشركات الإنتاج الغذائي.
ولا تغيب الدول العربية عن المشاركة في هذا المعرض الدولي، خاصة الدول المنتجة للزيوت والبهارات والأسماك.
فكرة «المعرض الأخضر» ليست جديدة، بل ابتدعتها ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي وتستقبله العاصمة برلين للمرة الثالثة والسبعين بهدف تسويق المنتجات الزراعية وتطوير الإنتاج «الغذائي ـــــ الصناعي» وبهدف دعم الفلاحين والمزارعين وتشجيعهم عبر تبادل الصفقات والعقود بين الدول. وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم على قائمة مصدري المواد الغذائية (قيمة صادرات ألمانيا من المواد الغذائية في العام الماضي بلغت حوالى 40 مليار يورو).
وتجاوباً مع صعود تيار الأغذية الطبيعية وانتشاره سوف يشمل الأسبوع الأخضر هذا العام، وللمرة الحادية عشرة، ما يسمّى سوق المنتجات الطبيعية، أي المواد الغذائية الخالية من الكيماويات والطاقة العضوية (BIO) حيث من المقرر تنظيم مؤتمر دولي لوزراء الزراعة تنبثق عنه مجموعة من الندوات التخصصية، وسوف يطلق على ذلك في المستقبل تسمية «منتدى الأسبوع الأخضر الدولي في برلين».