خالد صاغيّة
رغم الانشغال بمتابعة اجتماع وزراء الخارجيّة العرب، ارتأت رئاسة الحكومة إضاعة بعض الوقت. فقد «تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تطوّرات الأوضاع في منطقة مار مخايل ــــــ الشياح... وقد أجرى اتصالات بمؤسسة كهرباء لبنان للوقوف على حقيقة الأمر ووضع التيار الكهربائي».
ليس واضحاً ما سبب هذا الاتّصال بشركة كهرباء لبنان، وخصوصاً أنّ رئيس الحكومة كان قد شرح للرأي العام، قبل أيّام، خلفيّات مسألة الكهرباء وأسباب النزول إلى الشارع. وبحسب ما أتحفنا به وقتها، فإنّ مشكلة الكهرباء في الضاحية الجنوبية هي من صنع الناس أنفسهم، والاحتجاجات التي يقومون بها هي احتجاجات ضدّ أفعال صنعتها أيديهم. وأمكن السنيورة أن يختصر التسلسل المنطقي للأحداث كالآتي: تعليق... ضغط على المحوّلات... انفجار المحوّلات... احتجاجات ضدّ انقطاع التيار الكهربائي.
إذاً، وبما أنّ قصّة الكهرباء معروفة، وما دام سكان الضاحية الجنوبية يعاقبون أنفسهم عبر استمرارهم بالتعليق وتفجير المحوّلات، لمَ أزعج رئيس الحكومة نفسه واتّصل مستفسراً بمؤسّسة كهرباء لبنان؟ ومنذ متى يتابع رئيس الحكومة أصلاً الهموم الاجتماعيّة للمواطنين؟ أليس الأجدر به، وبوزير ماليّته، الاهتمام بكيفيّة تأمين الفوائد لمن ضحّى وأقرض الدولة الأموال الطائلة التي ذهبت كلّها، طبعاً، في سبيل التنمية؟
مساء أمس، حمل رئيس الحكومة سمّاعة الهاتف، واتّصل بمؤسّسة كهرباء لبنان. يعرف رئيس الحكومة أنّه طلب الرقم الغلط.