لم يعد الطبّ وحده مصدراً لعلاج المريض، بل أصبح المريض بنفسه قادراً على شفاء أمراضه وذلك عبر تعديل نظامه الصحي والإحساس بأنه شريك في العلاج بمساهمته مع الأطباء والممرضين بتحسين حالته.إذ لفتت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أهمية «إنصات الطبيب إلى كلام مريضه ومشاركة الممرضين لتجارب مرضاهم، عبر السماح لهم بالتحدّث أكثر عن أنفسهم». وبهذا يكون للمريض الدور في مساعدة نفسه على الشفاء. وأشار الباحثون إلى أن هذه التجربة المهمة لن تؤدي الى تغيير نظام حياة المريض دافعة إياه إلى الشفاء فحسب، بل ستسهم في تطوير طريقة عيش الملايين من البشر حول العالم.
فما على المريض إلّا أن يعرف ما تريده ذاته وأن يستقي خبرة ومعرفة من تجاربه الخاصة، مما يساعد الأطباء على تحديد طريقة الحياة (life style) التي تتلاءم مع وضعه وأداء دور الشريك في تعديل سلوكه ونمط عيشه.
وفي هذا الصدد، تشير الدراسات الى انخفاض نسبة الاعتماد على النظام الصحي داخل المملكة المتحدة. لكن التجربة العملية حول قدرة هذا النظام على مساعدة الإنسان في الحفاظ على سلامة حياته لا تزال في بداياتها. ومن جهة أخرى، تبرز أهمية الدروس والمحاضرات المخصصة لـ«برامج خبرة المريض» «expert patient programme» نظراً لدورها في إعادة بناء ثقة المريض بنفسه وبإمكاناته ومهاراته، وتشجيعه على الاندماج في المجتمع.