يلتقي «روميو وجولييت» في مراسم الاحتفال بذهاب الحجاج إلى مكّة... فيزوّجهما أحد الشيوخ سرّاً... ولا يعلم روميو بوفاة جولييت لأن من كان يحمل نبأ وفاتها احتجز في نقطة تفتيش إسرائيلية! هذه مجرد تفاصيل قليلة من فيلم «في فلسطين الجميلة قصة روميو وجولييت» الذي قام بإعداده وإنتاجه وتمثيله وتصويره في رام الله بالضفة الغربية مجموعة من الطلبة الفلسطينيين من مدرسة «فريندز». فاختلطت الكوفيات الفلسطينية والشيوخ بمشاهد رومنسية روائية شكسبيرية. وكان لمدرّس اللغة الإنكليزية الأميركي دو هارت الفضل في تحفيز هؤلاء الطلاب على إنتاج فيلم قبل ثلاثة أعوام حين قدّم لهم الأدوات الضرورية، وتابع تقدمهم في العمل حتى بعد عوته إلى بلاده.
وتجمع الأصدقاء والأقارب وأعضاء هيئة التدريس في قاعة للعرض بقصر الثقافة في رام الله لمشاهدة العرض الأول للتناول الجديد للنص المسرحي الشهير. وخرج الجميع مذهولين من غرابة القصة بشكلها الجديد ونجاحها بنقل الصورة الخاصة عن المجتمع الفلسطيني وبراعة التلاميذ في الإعداد والتمثيل. ويقول الممثل طارق نور الذي شارك في كتابة الفيلم الجديد، إنه أراد عرض صورة أخرى للحياة الفلسطينية تلتقي بالمفاهيم العالمية العامة. وأضاف نور: إنهم اختاروا مسرحية «روميو وجولييت»، «لما تحمله من مبادئ وقيم عالمية، كالحبّ والتضحية والزواج»، مشيراً «اتخذناها فرصة للتعبير عن حياتنا وأنفسنا بطريقة مختلفة عما ينقله الإعلام الإخباري كل يوم». والمعالجة الجديدة لقصة الحب المستحيل بين فتى وفتاة من عائلتين متناحرتين تجري في مكان جديد وإن احتفظت بالأحداث الأصلية لقصة النص المسرحي. والفيلم ناطق باللغة الإنكليزية، وظهر الجدار الإسرائيلي العازل ومبان فلسطينية قديمة، إضافة إلى الكوفية الفلسطينية في عدد من مشاهد الفيلم.
ولم يكتف المشاركون في العمل بتقديم الأحداث الدرامية للفيلم فحسب، بل قدموا مشاهد متعددة لنقاشاتهم أثناء إعدادهم للفيلم والتدريب على تصوير العديد من المشاهد ضمن العرض، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً لدى المشاهدين الذين أتيحت لهم رؤية «كواليس» العمل. وحافظ القائمون على الفيلم على الأسماء كما هي في القصة الأصلية.
وقالت ديما طوطح التي قامت بدور جولييت «حاولنا الحفاظ، قدر المستطاع على مضمون الرواية وأدوار الشخصيات مع إجراء التعديلات التي فرضها تغيير مكان القصة، وبالتالي تكييفها مع الأجواء الفلسطينية بعيداً عن السياسة». وقالت زينة إحدى المشاهدات إنّ «الجمهور أراد دعم الفرقة الفتيّة لما قدموه من عمل رائع وجديد. لذا فالبعض أتى أكثر من مرّة لمشاهدة العرض». وقالت ريتا التي يشارك ابنها في العمل إنّ «أهمية العمل تكمن في إعطاء الصورة الجميلة والفنية لفلسطين ليرى العالم أننا نستطيع أن ننفذ أفلاماً ونكتب ونبدع على الرغم من كل المصاعب».
وتمكّن الطلبة من إنتاج فيلمهم بشكل فردي وذلك بمساعدة أسرهم ومدرستهم وعدد من المؤسسات الفلسطينية، إضافة إلى مساعدة رجل أعمال فلسطيني سمح لهم بتصوير عدد من المشاهد في قصره في رام الله.
(رويترز)