خالد صاغيّة
انضمّ القاضي إلياهو فينوغراد، من حيث لا يدري، إلى المحور السوري الإيراني. الرجل كان يقوم بواجبه كمواطن إسرائيلي نزيه، فقدّم تقريراً مهنياً أقرّ بأنّه سيُفرح الأعداء ويحزن الأصدقاء. لكنّه وقع في الفخ.
فالتقرير لم يعلن صراحة أنّ حزب اللّه هو من شنّ الحرب على إسرائيل بأسره الجنديّين. والتقرير لم يُشِر إلى أنّ إسرائيل قد انتصرت في حرب تمّوز. والتقرير لم يذكر أنّ الحرب ما كانت لتتوقّف لولا جولات النائب سعد الدين الحريري الخارجيّة. والتقرير لم يتطرّق إلى الدبلوماسيّة اللبنانيّة الذكيّة التي قادها الرئيس فؤاد السنيورة، والتي أجبرت الولايات المتّحدة على تغيير موقفها الداعم لإسرائيل والضغط عليها لوقف الحرب بأسرع وقت ممكن. والتقرير لم يتحدّث عن دموع السنيورة التي كان لها ـ كما أُخبرنا آنذاك ـ أثر أكبر بكثير من صواريخ المقاومة. والتقرير لم يعلن الذعر الذي أصاب دولة إسرائيل بعدما أدار الوزير الدكتور أحمد فتفت معارك مرجعيون.
لقد أغفل التقرير الإسرائيلي كلّ هذه المحطّات المهمّة من حرب تمّوز، ما استدعى بياناً من المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، «يلفت عناية الرأي العام العربي والدولي، إلى أنّ التساهل مع إسرائيل في عدم محاسبتها على أفعالها... يمثّل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية والحقوق الإنسانية وهو بمثابة جريمة حرب يوميّة تُرتكب في حق المدنيين اللبنانيين».
... وما زالت مسرحيّة «صح النوم» تُعرَض بنجاح كبير في دمشق.