الإسكندرية، بومباي، نيويورك، كالكوتا، ميامي، لاغوس، أبيدجان، جاكارتا... هل ستغرق تلك المدن تحت مياه البحر في السنوات القادمة؟ احتمال مؤكّد إذا لم يتخذ المعنيون الاحتياطات اللازمة منذ الآن! ففي خضمّ المؤتمرات والتظاهرات العالمية المنبّهة من التغيرات المناخية، أطلقت «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية» صرخة بشأن ارتفاع مستوى مياه البحر، الذي قد يسبّب خلال الأعوام الخمسين المقبلة غمر أهم وأكبر المدن الساحلية في العالم. وتوضح صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أنّ الخطر يأتي جرّاء تمدد مياه البحر بسبب ذوبان الثلوج وارتفاع حرارة الأرض، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات، الأمر الذي ينذر بكوارث طبيعية يكون «تسونامي» أحد أشكالها... البسيطة. ويبدي علماء البحار اليوم خشيتهم من التعرض لرياح قوية كتلك التي تهبّ مرّة كل 100 سنة، والتي تسبّب هيجان البحر وصعود مياهه، إضافة إلى تحريك التيارات البحرية وخلق الأعاصير والتسبب بانزلاق التربة وتشقق الأرض. ويشير العلماء إلى أنّ «ليست أياً من تلك المدن المعرّضة للخطر، مجهّزة لغاية الآن لحماية نفسها وسكانها»، ما يؤدي إلى تعريض حوالى 150 مليون نسمة للخطر. أما الحلول فهي بيد الحكومات المعنية والمهندسين والعلماء، الذين يصممون سدوداً وحواجز وتقنيات جديدة لبناء المنازل... ولكن الأمر المقلق يبقى بشأن الدول الفقيرة التي لا تستطيع تأمين تكاليف بناء السدود أو اعتماد أية طريقة وقائية للحد من الأخطار المحدقة بها. ويذكّر العلماء بكلفة الخسائر البشرية والمادية التي خلّفها التسونامي الأخير، كما يضيف أنه رغم كل التدابير والتقنيات المتطورة التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية والاستعدادات المادية الجاهزة ، فقد غمرت مياه الفياضانات حوالى 80% من مدينة نيو ـــــ أورلينز بسبب إعصار «كاترينا» الشهير عام 2005.