هل تُطفئ أمستردام أضواءها الحمراء؟

  • 0
  • ض
  • ض

نريد أن يأتي السيّاح ليشاهدوا كنائس المدينة لا أي شيء آخر فيها». عبارة قد تثير صدمة عالمية، وخاصة أن المدينة التي يشار إليها هي أمستردام، عاصمة بائعات الهوى والمخدرات، والملقّبة بـ«المدينة الحمراء»! تحت شعار «مكافحة الاتجار بالبشر وتبييض الأموال وتجارة المخدرات»، أعلن عمدة مدينة أمستردام جوب كوهين، أنه في صدد «رسم صورة جديدة للمدينة»، وخاصة لضاحية «الضوء الأحمر» الشهيرة. والهدف كما نقلت صحيفة «غاريان» البريطانية جذب سياح «من نوع آخر» ممن يهتمون بتراث المدينة وآثارها ومعالمها التاريخية التي تعود إلى أكثر من 800 سنة. لذا فإن فريقاً أُنشئ ليتولى مهمة إقفال صالات عرض بنات الهوى وبيوت الدعارة في «الشوارع الحمراء»، واستبدالها بشقق فخمة، ومراكز تجارية وأوتيلات ومطاعم، إضافة إلى تحويل الجادة إلى معلم سياحي. ويؤكّد كوهين أنه «لا يريد القضاء على تلك المهنة، بل تنظيمها وضبطها». ويضيف شارحاً كيف أنّ «تلك التجارة التي أُدخلت إلى هولندا في بدايات القرن الحالي لم تنجح في تحقيق مبتغاها، بجذب أكبر عدد من السياح وحماية ممارسي مهنة الدعارة. لذا، فقد حان الوقت لاستبدالها بخطة أخرى والعودة إلى الأصول التاريخية للمدينة». وقد قدّم طلباً رسمياً لرفع سنّ مهنة الدعارة من 18 إلى 21 سنة. وقد بدأت هذه الخطوة تثير جدلاً في الأوساط التجارية والسياحية في المدينة، وخاصة أن ذلك الجزء من المدينة يدرّ حوالى 70 مليون يورو سنوياً، ما يجعل فكرة «ضبطها» غير مستحبّة من الذين يبنون ثرواتهم منها. أضف إلى ذلك مئات العاملات والعمال الذين سيصرفون من أعمالهم التي تمثّل مصدر رزقهم. «هم يتحدّثون فقط عن الديكور وملاحقة العصابات ولا أحد يتطرق إلى مصير الفتيات اللواتي يعملن هناك منذ سنوات»، تقول صاحبة أحد بيوت الدعارة في «ضاحية الضوء الأحمر».

  • «ضاحية الضوء الأحمر» في أمستردام

    «ضاحية الضوء الأحمر» في أمستردام

0 تعليق

التعليقات