خالد صاغية
اللبنانيّون جميعاً مدعوّون إلى قضاء سهرة رأس السنة هذه الليلة في السرايا الحكومية.
الوزراء يحضّرون برنامجاً حافلاً للإخوة المواطنين، على أنغام: «يا فؤادي»، «أنا سبع البورومبو»، و«رسالة من تحت الماء».
ملاحظة رقم 1:
جناح «الداخلية» سينام باكراً، وهو أصلاً ممنوع من الكلام.
جناح «الشباب والرياضة» سيتعهّد، كالعادة، المشروبات غير الروحية من أجود الأصناف السيلانية.
جناح «الدفاع» يعدكم بمزيد من «الأكشن» في المخيّمات والأحياء المهمّشة.
جناح «الثقافة» لن يعدكم بشيء.
ملاحظة رقم 2:
يُستثنى من الحفل:
ــــــ الفقراء: فالثلاثي حدّاد ــــــ أزعور ــــــ سنيورة لا يطيق رؤيتهم، وخصوصاً أنّهم لا يملكون قدرة شرائية ولا يستطيعون دفع الضرائب ولا القيام باستثمارات.
ــــــ الطبقة الوسطى: إلا إذا وعدت بالعودة سريعاً إلى الخليج بعد انتهاء فترة الأعياد.
ــــــ الأثرياء: التجّار مرحّب بهم. المصرفيّون أصحاب الدار. المضاربون العقاريّون مفضّلون علينا. أمّا الباقون، فيشاركون بقدر ما يشترون سندات خزينة.
ــــــ المنتمون بحكم الولادة إلى الطائفة الشيعيّة غير مرغوب في مشاركتهم، إلّا بعد إعلان ولائهم لاتفاقية الهدنة عام 1949.
ــــــ المنتمون بحكم الولادة إلى الطوائف المسيحية، بإمكانهم الحضور إذا ما أثبتوا تعاطفهم مع القوات اللبنانية وموقفها الوطني التاريخي من القتل على الهوية ومن الإخوة الفلسطينيين ومن دولة إسرائيل.
... «لو أنِّي أعرفُ خاتمتي. ما كنتُ بَدأت...». مع تحيّات عبد الحليم حافظ.