ليال حداد
عقود، وأساور، وخواتم، ومحفظات وقبعات نسائية... لا شيء يعكّر أنوثة المتجر النسائي في شارع الحمراء في بيروت إلاّ ورقة دوّن عليها “لطفاً ممنوع التكلم بالسياسة”، وقد صارت هذه العبارة تحل محل ما كان رائجاً كـ“الدين ممنوع” أو “البضاعة التي تباع لا تبدل ولا تردّ”.
الخلافات السياسية التي شهدها هذا المتجر بين زبائنه يبرّر وجود هذه الورقة. وتقول زينة (موظـــــــــــــفة في المتجر) إنّ صاحب المتجر ارتأى منذ نزول المعارضة إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح ان يضع هذه الورقة، وخصوصاً بعدما شـــــــــهد المتجر شجاراً كبيراً بين شخصين كاد ينتهي بعراك بالأيدي.
وقد نجحت تجربة هذا المتجر على رغم أن عدداً من الزبائن يصرّ على خرق القوانين واستفزاز زبائن آخرين. لكن الموظفين دائماً في المرصاد، ينبّهون من يحاول أن يخرق هذا التوجيه إلى أن التعليمات الواردة في الورقة واضحة، وأن من يخالفها سيطرد من المتجر.
بحضور الحلي لا يجوز الكلام في السياسة، ففي ظل الأوضاع المتوترة والانقسامات التي تتحكم بالعلاقات بين اللبنانيين يظهر مرة أخرى أن مستلزمات الزينة يجب أن تبقى بعيدة من التجاذبات والخلافات.