خالد صاغيّة
«إيه يا بلاد يا غريبه... عَدوَّهْ ولا حبيبَهْ... في الليل تصحى عيونِك... ونجومِك مش قريبه...».
بصراحة تامّة، ومع الاعتذار الشديد، لا رغبة لي في الكتابة إطلاقاً. لكنّي مضطرّ لأسباب متعلّقة بالوظيفة. لذلك، وتوفيراً للوقت، الرجاء عدم المضيّ في قراءة هذه السطور. فإذا كنتُ أنا مضطراً للكتابة، أظنّ أنّ ما من أحد مضطرّ للقراءة.
وبالــــصراحة نفسها، أســــــتطيع أن أؤكّد أنّ هذا الأمر سيتكرّر في المستقبل، وفقاً لظروف البــــلاد المتعثّرة وظروفي الخــاصّة التي لا تقلّ تعثّراً. ومن المرجّح أن يأتي هذا التكرار في أعداد الإثنــين، لأنّ الكتابة يوم الأحد مضجرة إلى حدّ بعيد، وخصوصاً أنّ الأحد يوم عطلة بالنسبة لسائر البشر غير العاملين في الصحافة، وأنّه يلي يوم السبت الذي أفضّل ألا أستمع خلاله لأيّ نشرة أخبار.
وبصراحة أيضاً، أصبحت الكـــــتابة عن شؤون السياسة والســـياسيّين غير ذات معنى. فإذا كان القصد توفــــير بعض التحليل، فلا حاجة للتحاليل في ظلّ انقسامات حادّة من النوع الذي تشهده بلادنا. وإذا كان القصد التعليق، فما يجري لا يصلح إلا للتعليق عليه بعبارة من نوع «... من دون تعليق». وإذا كان القصد التهكّم أو السخرية، فقد باتت أقوال أهل السياسة وأفعالهم كاريكاتورية إلى درجة يصعب معها إضافة المزيد.
لذلك، واحتراماً لآداب المهنة، ولوقت القرّاء، يبدو أنّه من الأفضل عدم الكتابة. ويُنصح قرّاء الصحف باستثمار أوقاتهم بما هو أجدى. بإمكانهم مثلاً التزام الصمت والاستماع إلى بعض الموسيقى. فقط... بعض الموسيقى إذا ما كان الهدوء ممكناً...