strong>عامر ملاعب
اعتاد عباس نوري أن يغافل والده في بعض الأمسيات حين يخلد الأخير إلى النوم، ويأخذ سيارته متواعداً مع أصدقائه في رحلات داخل قريته الجبلية وأحياناً إلى القرى المجاورة ثم يعيدها قبل منتصف الليل حيث أوقفها والده وكأن شيئاً لم يكن.
في إحدى الأمسيات وبعدما زار عباس صديقه في القرية المجاورة، فوجئ وهو يهمّ بالصعود خلف المقود بآثار صدمة قوية على الجانب الأيسر الأمامي من السيارة، وقد تحطمت مصابيح الإضاءة وتضررت الواجهة الأمامية ولم يعرف كيف حدث ذلك.
خاف عباس من أن يعود الى المنزل وهي على هذه الحال، فاستدعى أصدقاءه على عجل لمعالجة الأمر، فتبرع واحد منهم يمتلك كاراج حدادة وبويا وفتح محله قبل منتصف الليل واندفع آخرون إلى أحد بائعي القطع حيث جاؤوا بالمطلوب منها وبدؤوا بالعمل على إصلاح الأضرار.
قبل بزوغ الفجر كانت السيارة جاهزة، فأعادها عباس إلى المنزل وكأن شيئاً لم يحدث وسارع إلى النوم، إلا أن المفاجأة صعقته حين أيقظه والده عند السابعة صباحاً ليسأله كيف ومن أصلح السيارة وهو قد تركها في المساء متضررة بسبب الحادث المروري الذي تعرض له وهو عائد من عمله.