ليال حداد
لم تعد صور الفنانين ووجوههم هي الأكثر انتشاراً في السوق اللبنانية. فبعد الأحداث السياسية المتتالية في السنتين الأخيرتين تغيرت “الأولويات” عند الشعب اللبناني، وأصبح السياسيون هم نجوم الساحة من دون منازع. وتنتشر بشكل كبير المنتجات التي تحمل صورهم من فناجين، وقمصان، وساعات، وأقلام وغيرها.
أما آخر “صيحة” فهي الولاعات التي ما أن تضغط على أسفلها حتى تظهر صورة زعيم سياسي لبناني كالسيد حسن نصر الله، أو النائب ميشال عون، أو الرئيس نبيه بري أو غيرهم من قادة المعارضة. وتكثر الولاعات التي تحمل صور هؤلاء، لأن هذه الموضة انطلقت من الضاحية الجنوبية لبيروت. غير أن صور باقي الزعماء موجودة أيضاً، فهناك صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إضافة إلى صور باقي قيادات 14 آذار.
وانتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وخاصة بين الشباب. وقد شكلت وسيلة للاستفزازت السياسية، إذ يعمد بعضهم إلى إضاءة الولاعة وعكس الصورة على شاشة السينما أو على لوح المدرسة وجدران الجامعة، ما يثير حفيظة مناصري الفريق المعارض لصاحب الصورة. و مع انتشار هذه الظاهرة، بات للولاعات التي عادة ما تستعمل لإشعال النار وظيفة ثانية، هي إشعال نار المشاكل والمساهمة في تعميق الخصام بين الشباب اللبناني.