خالد صاغيّة
«الساحة فاضية بلاكن».
هكذا ارتأى أحد الإعلانات السياسية الترويج للدعوة إلى المشاركة في إحياء الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. والمقصود بـ«بلاكن»، طبعاً، جماهير السلطة أو شعب 14 آذار، كما يحلو لبعض السياسيين القول. وليس خافياً أنّ بثّ هذا الإعلان يتمّ فيما تستمرّ المعارضة في حشد مناصريها في ساحتي رياض الصلح والشهداء، منذ أكثر من شهرين.
ينجح الإعلان إذاً في تكثيف المنطق الذي تمارسه السلطة في تعاطيها مع المعارضة. فمهما حشد المعارضون من جمهور، فستبقى الساحة «فاضية»، ما لم يتمّ ملؤها بمناصري السلطة.
لكنّ ذلك لم يمنع أهل السلطة من الترداد مراراً أنّهم يريدون لهذا اليوم أن يكون جامعاً لكلّ اللبنانيين. لا بل أصدروا، للمناسبة، قراراً بإقفال البلاد حتّى يتمكّن الجميع من الحضور إلى الساحة صباحاً. السؤال هو: كيف يكون يوم 14 شباط جامعاً لكلّ اللبنانيين ما دام اللبنانيون الآخرون غير موجودين؟ أو بالأحرى، سيكون يوم 14 شباط حتماً جامعاً لكلّ اللبنانيين، لأنّ اللبنانيين الآخرين غير موجودين أصلاً. ألم يقل أحدهم إنّه «لا شيء اسمه معارضة»، فيما دعاها آخر «جالية أجنبية»؟
سيكون يوم 14 شباط حاشداً. ولن يكون، مع الأسف، تعبيراً عن رفض الاغتيالات السياسية، ولا عن الاشتياق لرفيق الحريري. سيكون يوم الردّ على تظاهرات المعارضة. وأكثر ما سنفتقده في ذاك اليوم تحذيرات الرئيس السنيورة من كلفة يوم التعطيل على الاقتصاد اللبناني.