خالد صاغيّة
اختلطت الأمور على المواطن ألِف. لم يعد يعرف إذا ما كان لقلّة نومه علاقة بانسداد الأفق بين السلطة والمعارضة. لذا، ارتأى ألِف ألّا يعوّل على عمرو موسى، وفضّل التعاطي مع النوم بوصفه مسألة مستقلّة غير مرتبطة بالحكومة أو المحكمة.
وفي الواقع، طموح ألِف بسيط: أن ينظر من النافذة، يدقّق في ساعته، فيقول في نفسه جملة مختصرة: حان وقت النوم. يذهب إلى السرير، يضع رأسه على المخدّة، يغمض عينيه، فينام. سيناريو سخيف وبديهي. وألِف شخص سخيف لا يهدف إلا لتحقيق هذا السيناريو، ومستعدّ للتنازل الطوعيّ عن كلّ الطموحات الكبرى التي راودته يوماً. يهدي مجموعة منها كان قد خزّنها أيّام المراهقة إلى فريق، ومجموعة أخرى من أيّام المراهقة أيضاً إلى فريق آخر.
وتساؤلات ألِف بسيطة، تماماً كطموحه: هل من الممكن أن يحدث يوماً تواطؤ ضمني بين الرأس والمخدّة؟ كأن يعرف الرأس مثلاً أنّ ملامسة المخدّة تعني توقّفاً عن التفكير ومراجعة الذاكرة، وأن تعرف المخدّة أنّ ملامسة الرأس لها توجب عليها توفير أساليب الراحة؟
يعرف ألِف أنّ عمرو موسى ليس بالضرورة من يملك الإجابة عن تساؤلات كهذه. لكن ما دام الرجل طرح نفسه وسيط خير، فليكمل معروفه. ولينسّق، إن شاء، مع بندر بن سلطان أو مع علي لاريجاني. لا مانع على الإطلاق. المهمّ أن تصل الرسالة: ألِف يريد أن ينام.