يجتمع رجال من كل الأعمار في حمام النزهة التركي في ساحة رياض الصلح في بيروت. يحاولون تناسي الأزمة السياسية الخانقة في لبنان بين معارضة وموالاة. فهو محطة تسمح ببعض الاسترخاء في جو دافئ عابق بالبخار والروائح العطرة.يعود حمام النزهة في بيروت إلى بدايات القرن الماضي وهو بناء حجري عثماني الهندسة.
وقال رجل الأعمال طلال الحسامي، وهو يلف منشفة على خصره وسط البخار الذي غطى الغرفة: “لدي أفكاري السياسية الخاصة بي وألتقي الكثير من الأشخاص الذين لا يتفقون معي سياسياً، يبدو أن الماء الدافئ والبخار المتصاعد منه يساهمان في تهدئة الأعصاب المتشنجة، لذا أنصح السياسيين بارتياد الحمامات التركية فهي ستكون مفيدة لهم وللبلد”. الشاب أحمد بيرقدار (صاحب الحمام) قال: “زبائننا من كل المناطق، إلا أنهم يفضلون إبقاء خلافاتهم السياسية خارجاً”.
ورث أحمد الحمام الذي شُيد عام 1920، وزارته شخصيات لبنانية كثيرة، ويروي أحمد أنه “عام 1970 زارتنا جورجينا رزق قبل أشهر من فوزها بلقب ملكة جمال الكون”.
وأضاف: “وعندما اندلعت الحرب الأهلية عام 1975 اختفى الجمال واختفى الزبائن الأوفياء للمكان وظهر بعض الزبائن من عناصر الميليشيات، كانوا يتركون بنادقهم في الخارج ويدخلون، وعندما يصبحون معاً في قاعة البخار يكونون هادئين بشكل يدفعنا إلى التساؤل كيف يمكن أن يكونوا هم الذين يقاتلون في الخارج”.
(أ ف ب)