تسبب الصعود النازي بوقف عرض مسرحية “صعود مدينة ماهاغوني وسقوطها” للكاتب الألماني برتولد بريخت في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، لكن في مصر تأجل عرضها لأكثر من ربع قرن بسبب تعليق أدلى به الرئيس المصري الراحل أنور السادات.وقال مترجم المسرحية الشاعر المصري يسري خميس إنه انتهى من ترجمة النص في مطلع الثمانينيات وأثناء الاستعداد لتقديمها، «شتم السادات زعيم ألمانيا الشرقية آنذاك فالتر أولبريشت». لم ينطق السادات الاسم صحيحاً وقال «بريشت». وخشي مخرج مصري أن يقدم عملاً لبريخت ظناً منه أنه المقصود بكلام السادات. وأكد خميس أن تلك النكتة تسببت بتأجيل التفكير في تقديم المسرحية آنذاك، ثم جرت في نهر المسرح المصري مياه كثيرة إلى أن قدم العرض الآن. وتدور أحداث المسرحية التي تعرض حالياً في المسرح القومي بالقاهرة تحت عنوان “الشبكة”، في مدينة أميركية افتراضية اسمها ماهاغوني أسسها لصوص ومحتالون تتزعّمهم امرأة، وذلك لتكون بعيدة عن أعين الشرطة، وجعلوا شعارها “كل شيء مباح”، وصار لها علم تحتل مساحته صورةٌ كبيرةٌ للدولار الذي يلائم طبيعتها، إذ يقول بريخت على لسان إحدى الشخصيات “في زماننا هذا، أعظم جريمة على وجه الأرض.. هي قلة النقود”. ويرى خميس أن “أسس وفلسفة مدينة ماهاغوني التي كتبت عام 1929، هي هي لم تتغير. فبمفردات اليوم (2007) ما هي إلا الشبكة الدولية الحالية التي تلتف حول الكرة الأرضية لتثبيت العولمة الاقتصادية والثقافية. لا تزال الشبكة بالأسس والفلسفة والأهداف عينها وإن اختلفت المصطلحات والوسائل”.
وأضاف أن بريخت اعتبر ماهاغوني مدينة “تمثل بشكل بسيط وواضح قيم الرأسمالية التي يعرّيها كنظام اجتماعي غير إنساني يعمل على تدمير كل قيمة ذات معنى كالعمل والحب والصداقة”، وأنه “في مثل هذا المجتمع تسيطر الفردية وينتفي الإحساس بالآخر ولا يرى الإنسان سوى نفسه ولا تعنيه سوى مصلحته الشخصية”.
(رويترز)