خالد صاغية
أمّا وقد قرّر تيار المستقبل، أسوة بأحزابٍ أقرب إلى الفاشيّة، أن يحتفل بذكرى ميلاد مؤسّسه، فمن الواجب الإدلاء ببعض الاقتراحات بهذا الشأن:
أوّلاً، إعلان ذكرى الميلاد هذه عطلة رسميّة، وخصوصاً أنه لا حاجة لأيام عمل كثيرة في الدوائر الرسمية، ما دامت سياسات الحكومة متّجهة نحو تقليص دور الدولة، بحجّة بنائها، أي بناء الدولة التي على رأسها «رجل الدولة».
ثانياً، اعتبار تجربة الرئيس رفيق الحريري في الحكم مقدّسة وغير قابلة للنقد، والسعي لإحالة المخالفين إلى المحكمة الدولية.
ثالثاً، إحياء ذكرى ميلاد الوزير سامي حداد أيضاً، باعتباره المسؤول الأكثر أمانة في حمل مشعل نشر السياسات النيولبرالية في لبنان، والأكثر تحمّساً لإفقار الفقراء قبل إرسال الحسنات إليهم.
رابعاً، إحياء ذكرى ميلاد رئيس مجلس إدارة «سوليدير»، أيّاً يكن، باعتباره ممثّلاً لوجه بيروت الحضاري، وللمصالح الاقتصادية لمن استولوا على ممتلكات وسط المدينة.
خامساً، إحياء ذكرى ميلاد غازي كنعان (هل تراه قوى 14 آذار شهيداً؟)، باعتباره حائزاً مفتاح مدينة بيروت، وكان قد أدّى دور الشريك في مشروع نقل الديموقراطية من «ثورة الأرز» إلى ربوع سوريا.
سادساً، إحياء ذكرى ميلاد المصارف. لمَ لا؟ نقطع قالب حلوى في عيد تأسيس كلّ مصرف لبناني. ونقوم بـ«لمّيّة» للمناسبة، فنمنح أصحاب المصارف كلّ مدّخراتنا، علّنا نوفيها بعض الدين.