خالد صاغية
رغم أجواء التشاؤم التي أشاعها بقاء موقع الرئاسة فارغاً، أسهمت الأحداث الأخيرة في إنتاج إيجابيات كثيرة:
أوّلاً، عاد وزير الخارجية الفرنسي إلى باريس بأفكار جديدة حول النظام السياسي الفرنسي. فكثير من الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا أخيراً على سياسات الرئيس نيكولا ساركوزي «الإصلاحية»، ناتجة من انتخاب الرئيس الفرنسي من الشعب مباشرة، من دون مشاركة الإكليروس. سيقترح كوشنير أن تعاد الانتخابات الرئاسية بعد تقديم الكاردينال كورنيشون، كبير أساقفة فرنسا، لائحة بأسماء سياسيّين فرنسيّين يرى فيهم مواصفات صالحة لسيّد الإليزيه.
ثانياً، نجح النائب سعد الدين الحريري في إثبات قدرته على وراثة والده. فتماماً كما استوعب الأب تهميش الشارع المسيحي عبر استرضاء البطريرك ودغدغة مشاعره، يحاول الابن القيام بالأمر نفسه. في المرّة الأولى، كانت الحجّة سوريا. وفي المرّة الثانية، إنّها إيران.
ثالثاً، سيتمكّن اعتصام وسط بيروت من الاحتفال بعيده السنويّ الأوّل، من دون أن يعكّر ذلك أيّ توافق محتمل.
رابعاً، أسقط الشعب اللبناني الكثير من الأوهام التي تحوكها المؤسّسات الحديثة حول نفسها. فالجمهورية من دون رئيس. والحكومة مشكوك بشرعيّتها. والمجلس النيابيّ عاجز عن الاجتماع. ورغم ذلك، «البلد ماشي».
بالمناسبة، هل من يذكر تلك الأغنية؟ هديّة كبرى يقدّمها الكاردينال كورنيشون للفائزين، هي عبارة عن صليب لمن يستهوي تعليق نفسه على خشبة.