خالد صاغيّة
ما كاد المواطن ألِف يشعر بقليل من السعادة، وهو يتمشّى في الفراغ، حتّى جاء فؤاد السنيورة ليملأه. كان ألِف سعيداً بتحدّي قوانين الجاذبية، والأعراف السياسية، ومستمتعاً بالعيش وحيداً في فراغ مطلق. لكن، سرعان ما عُكِّر مزاجه، وتنطّح من يعطي لنفسه دوراً لم يطلبه منه أحد.
يدرك رئيس الحكومة ذلك. وقد سعى لطمأنة المواطنين إلى أنّ حكومته «لن تقدم على أيّ خطوة استفزازيّة».
ثمّة من لا يريد أن يفهم. ليست الخطوات اللاحقة ما يمكن أن يستفزّ اللبنانيين. في الواقع، لقد سبق الفضل. فقد ارتكب رئيس الحكومة ما يكفي من خطوات سابقة، ودعسات ناقصة، حتّى أصبح شخصه الكريم على رأس الحكومة، بحدّ ذاته، أمراً مستفِزّاً لقسم كبير من اللبنانيّين.
بمعنى آخر، أصبح فؤاد السنيورة، ومع الأسف، يشكّل بالنسبة إلى قسم من اللبنانيين ما شكّله إميل لحود بالنسبة إلى القسم الآخر. الفارق أنّ الأخير احتاج لتسع سنوات لبلوغ هذه الحال، فيما لم يتطلّب السنيورة أكثر من سنتين.
لكن لا أحد يرغب في النظر في المرآة، على ما يبدو. فرئيس الحكومة لا يريد أن يملأ الفراغ وحسب، بل يعد بأن تكون قراراته «مدروسة». لكنّه لا يخبرنا من ذا الذي سيدرسها. فما من شكّ في أنّ القرارات السابقة كانت مدروسة هي الأخرى، وقد أُشبِعت درساً، لكنّ النتائج كانت كارثيّة. هل يا ترى سيشارك أحمد فتفت في الدراسة؟