لو لم نكن شعباً نائماً ومخدّراً لما أتينا بحكومة كهذه، ورضينا بسياسات الرئيس بوش»، هذا ما صرّح به الممثل والمخرج الأميركي روبرت ردفورد ضمن مقابلة أجرتها معه صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، لمناسبة بدء عرض فيلمه «الأسود والنعاج»Lions for Lambs الذي يشارك فيه تمثيلاً وإخراجاً، الى جانب ميريل ستريب وتوم كروز، والسيناريو من كتابة ماثيو مايكل كارناهان. «في بلدي النعاج هي التي تقود الأسود لا العكس»، يضيف ردفورد، موضحاً أنّ «السياسة الأميركية الحالية أودت بالشعب الأميركي وبمعظم شبابه». ما دفعه الى إخراج فيلم يتحدّث عن «ضحايا السياسة الأميركية الهشّة والتلاعب الأميركي بالمواطنين والإعلام والحريات».
الفيلم الذي بدأ عرضه الشهر الفائت في الولايات المتحدة الأميركية ينتقد بشكل أو بآخر السياسة الأميركية الخارجية بعد 11 أيلول و«الفوضى في اتخاذ القرارات، وخاصة قرارات الحرب»، ويتناول بشكل محدّد الحرب على أفغانستان. ولقد أراد ردفورد إبراز «الانحطاط الذي تتعرّض له معظم المؤسسات في الولايات المتحدة»، وذلك عبر الإضاءة أيضاً على الإعلام والصحافة التي «أصبحت بدورها أبواقاً تروّج لحروب وسياسات خاطئة».
وفي «فورة» الأفلام التي تتناول حروب أميركا بعد أحداث 11 أيلول، جاء ردّ فعل الجمهور سلبياً، فلم يستسِغ رؤية ما قدّمه معظم المخرجين لغاية اليوم، ولم تحقق تلك الأفلام أرباحاً، على عكس ما كان متوقّعاً.
ويعزو ردفورد السبب في ذلك إلى «سيطرة التسلية على عالم الاستعراض اليوم»، ولكن «الصحوة قريبة، فالشعب الأميركي لن يظلّ تحت تأثير التنويم المغناطيسي الذي تمارسه الإدارة الحالية».