جوان فرشخ بجالي
مع بداية موسم الخريف، عادت البعثات السورية والأوروبية المتخصصة بالآثار لتستأنف أعمال التنقيب في سوريا، وتعلن عن عدة اكتشافات. ففي موقع «قره قوزان» الواقع في شمال البلاد عثرت البعثة السورية التابعة لمديرية آثار ومتاحف حلب على مدافن تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد، في حين أن البعثة الألمانية ــــــ السورية العاملة في موقع تل بازي تتابع التنقيب في المعبد الذي يعود تاريخه الى الفترة نفسها.
وفي موقع جعدة المغارة عثرت البعثة الفرنسية السنة الماضية على أجزاء بيت دائري زُيّنت جدرانه بلوحات ملونة تعتبر أقدم لوحة في الشرق الأوسط، وسيستكمل أعضاء البعثة التنقيب عن كل أرجاء المنزل. وقد اكتشفوا عدداً من اللقى المهمة كتمثال صغير لرجل من حجر الجبص وآخر من الحجر العادي الطري والعديد من الرؤوس المنحوتة في الحجر، بالإضافة إلى هيكل عظمي واحد.
ونشرت صحيفة «تشرين» خبراً جاء فيه أن البعثة السورية ـــــ الألمانية المشتركة أنهت أعمالها لموسم هذا العام في مدينة تدمر وكانت الاكتشافات مذهلة. فقد عثر أعضاء البعثة على بطاقات دعوة لولائم دينية بعضها غني بالزخارف، في حين أن البعض الآخر يحمل مشهداً جنائزياً لكاهن متّكئ على فراش داخل منزل واقع في «الحي الهلنستي» (أي الحي العائد للفترة الهلنستية الممتدة من القرن الثالث الى القرن الأول ق.م)، وعثروا أيضاً على كسر جصية تحمل رسوماً ملونة تمثل زخارف نباتية وهندسية متنوعة مصنوعة بدقة وإتقان. واكتُشف عدد كبير من الوجوه الآدمية المصنوعة من الجص داخل هذا المنزل.
وكانت البعثة الفرنسية العاملة في موقعيْ الهيت وعمره (منطقة السويدات) جنوب سوريا قد أنهت المسح الطوبوغرافي للمباني الأثرية في الموقعين من البازيليك والأبراج والأضرحة العائدة الى أواخر القرن الثاني الميلادي.