خالد صاغية
باتت الحرائق موسميّة في لبنان. كلّ عام، وفي الوقت نفسه من السنة، تفقد الجبال جزءاً كبيراً من أشجارها المعمّرة. كلّ عام، وفي الوقت نفسه من السنة، يكتشف اللبنانيّون بذهول أنّ سيّارات الإطفاء غير مجهّزة كفاية، وأنّ لبنان لا يملك من التقنيات ما يكفي لإخماد حرائق كهذه. ويكتشف اللبنانيون بالذهول نفسه أنّ بعض هذه الحرائق مفتعل، وأنّ الغاية منه الحصول على حطب للتدفئة في ظلّ ارتفاع أسعار المازوت.
يتبيّن إذاً ما يأتي:
1ـــــ الدولة غير معنيّة بإنفاق أموال لشراء معدّات وتجهيزات لحماية الثروة الحرجية. فالخزينة فارغة، وكلّما جاءها قرش، دفعته فوائد للمصارف.
2ـــــ الدولة غير معنيّة بدعم سعر المازوت، لأنّ «الدعم» ينتمي لمدرسة قديمة في الاقتصاد لا تلائم حداثة المشروع الذي تحمله الطبقة الحاكمة.
3ـــــ الدولة غير مهتمّة بالحفاظ على الأشجار، لأنّ ذلك لا ينتج أيّ ارتفاع في الدخل القومي.
لذلك، يمكن اقتراح ما يأتي:
1ـــــ إنشاء شركة عقاريّة تقوم دفعة واحدة بما تفعله الحرائق على دفعات. فتستملك الأراضي، وتقضي على الغطاء الأخضر، وتعوّض أصحاب الأملاك بإعطائهم أسهماً في هذه الشركة.
2ـــــ تبني الشركة «فيلات» على هذه العقارات، وتبيعها للمصطافين الخليجيّين، وتطلق على هذه «الفيلات» اسم «مجمّعات عريقة للمستقبل».
3ـــــ تسهم حركة البناء في تعزيز النموّ الاقتصادي، وهو ما يساعد الحكومة على طلب المزيد من الديون من الدول المانحة في مؤتمر باريس ـــــ4.