خالد صاغية
طلب السفير المصري في بيروت موعداً عاجلاً من القصر الجمهوري. فالشعب المصري يشعر بغيرة قاتلة، ولا يستطيع تقبّل إهانة كهذه. الأحزاب الناصريّة، بدورها، بعثت رسائل استنكار. لقد شعرت بأنّ هالة عبد الناصر في المشرق العربي بدأت تتراجع بعد صعود نجم سدّ شبروح. كفّ السدّ العالي عن كونه مفخرة الأمّة العربية. اهتزّت عظام عبد الناصر في قبره. وحده طانيوس شاهين يرقد اليوم مستريحاً، بعدما حقّق بناء سدّ شبروح أحد أهمّ أهداف انتفاضته الفلاحية.
فريق 14 آذار أصيب بنكسة كبيرة، هو الآخر. فإنجازٌ من هذا النوع يؤكّد أنّ قرار التمديد للرئيس إميل لحود كان صائباً. فالرئيس الذي يبني سدّ شبروح هو وحده الرئيس الكفيل ببناء وطن. فريق 14 آذار خائف فعلاً من أن يسهم هذا الإنجاز التنموي الكبير (اسألوا عنه الخبراء البيئيّين) في تبديل نظرة المجتمع الدولي إلى الرئيس الحالي وحلفائه، وخصوصاً أنّ الجميع ينادي برئيس قويّ. علينا، بالحدّ الأدنى، التسليم بقوّة الرئيس الذي يتمكّن من بناء السدود. فإن من يبني السدود اليوم، قد يشعل البراكين غداً.
من جهته، رأى فريق 8 آذار في بناء السدّ إشارة جديدة إلى جانب الخط الممانع. فمن يبنِ سدّاً، لا يمكن إلا أن يكون في صفوف الصمود والتصدّي.
كلّ هذه الهيصة من أجل سدّ شبروح. يا لهذا الزمن «الشرشوح».