ليال حداد
وأصبح للإنترنت «قراصنة وطنيون»! الأمر ليس مزحة. فقد أُطلق هذا التعبير أخيراً على مجموعة من القراصنة الذين تمكّنوا من اختراق مواقع حكومية وغير حكومية، للولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ونيوزيلاندا. أما المشتبه بهم فهم أكثر من عشرين ألفاً من أعضاء الشعبة الثالثة في الجيش الصيني، وهي الشعبة المختصة بالحرب الإلكترونية. «الاتهام» ليس رسمياً بعد، ولكن مجموعة من الخبراء الغربيين استطاعت تعداد الأسباب التي تؤكد هذا الاتهام، وأهمها أن الحكومة الصينية تفرض رقابتها على كل شبكات الإنترنت، كما أن الإنترنت غير منتشرة بكثرة في الصين، إذ إن عشرة في المئة من سكان الصين يستعملونها فقط.
ولكن ما هو هدف الصين من وراء ما بات يُعرف «بالإجرام الإلكتروني»؟ الهدف الأول، حسب ما يقول خبراء المعلوماتية، هو مواجهة القوة العسكرية الأميركية المنتشرة في العالم بقوة من نوع آخر، وهي القوة الإلكترونية التي أصبحت تتحكم بالعالم. فالصين تطمح للسيطرة الكاملة على الشبكات العالمية بحلول عام 2050. ولكن للصينيين نظرة أخرى إلى الموضوع. فقد رأت الصين أن المعركة فُرضت عليها بعد أن بدأت الولايات المتحدة بتجهيز نفسها بأنظمة تسمح بتدمير «الشبكات المعادية». كما بدأت فرنسا بالعمل للتصدي لأي هجوم إلكتروني صيني جديد، بعد أن تعرضت مواقعها العسكرية والحكومية لاختراقات متتالية، منذ تسلّم نيكولا ساركوزي الرئاسة.
أما أبرز مجموعتين للقراصنة الوطنيين في الصين فهما: «تحالف القراصنة الحمر» الذي تمكن من اختراق مواقع للحكومة الأميركية وشنّ هجوماً على ثلاثة عشر جهازاً مركزياً يتحكم بتدفق المعلومات على شبكة الإنترنت. أما المجموعة الثانية فهي: «اتحاد نسر الصين».
ومن الجدير ذكره أن الصين سبق أن قامت بعمليات قرصنة على مواقع حكومية تايوانية ويابانية في السنوات السابقة.