خالد صاغية
لم يخطئ النائب سعد الدين الحريري حين أشار في مؤتمره الصحافي في نيويورك إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد «ساعدتنا كثيراً». فالحريري يملك الكثير من الأسباب للإشادة بمساعدات كهذه، وخصوصاً أنّه حين استخدم ضمير الـ«نا»، لم يكن يعني الشعب اللبناني، بل قادة جزء من هذا الشعب، ممّن يُصنَّفون في خانة 14 آذار.
فالواقع أنّ الإدارة الأميركية قد ساعدت فعلاً هذا الفريق. لا بل إنّ الإدارة الأميركية وفريق 14 آذار قد وقعا في الحبّ من النظرة الأولى. وهو حبّ غير مبنيّ على العواطف وحدها، بل على العقل والمصالح أيضاً. وليس الأميركيون وحدهم من ساعدوا قادة 14 آذار، فالمساعدة كانت متبادلة رغم الفارق في الأحجام. لقد أسهمت صُور ثورة الأرز المنتقاة بعناية في تلميع صورة «التدخّل» الأميركي في المنطقة. وأسهم الاهتمام الأميركي بلبنان في تشجيع الشقّ اللبناني من المافيا على الخروج من تحت سطوة «العرّاب» السوري.
لم يخطئ النائب سعد الدين الحريري حين أشار إلى أنّ الولايات المتّحدة الأميركية قد ساعدتـ«نا» حين كانت إسرائيل تقصف لبنان في حرب تمّوز الشهيرة. فالدور الأميركي كان مساعداً جداً، إذ أيّد الحرب، وربّما طلبها، ثمّ رفض وقف إطلاق النار أملاً في أن يقضي الإسرائيليون نهائياً على حزب الله والمقاومة. حقاً، كان الدور الأميركي مساعداً جداً، وخصوصاً أنّ الأميركيّين لم يكونوا وحدهم أصحاب هذا «الحلم» الخلاصي.