خالد صاغية
وسط انشغال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأمور كثيرة، لم تفُتْه متابعة الجهود الآيلة إلى توفير الأمن في البلاد. فتّش عن أشخاص مناسبين للبحث معهم في أمور كهذه، فلم يجد من هو أنسب من مساعد وزير الدفاع الأميركي أريك أدلمان الذي يزور بيروت حالياً على رأس وفد من وزارة الدفاع الأميركية.
طبعاً، فوزارة الدفاع الأميركية هي أكثر من هو ضنين على الأمن في لبنان، وعلى سلامة اللبنانيّين. والسفير جيفري فيلتمان لا يترك مناسبة إلا ويبدي اعتزازه الشديد بالتبّولة، وضرورة الحفاظ على المنابع الأصليّة للبصل والبقدونس والبندورة. وهو، وإن كان لا يتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، فإنّه حريص على منابع التبولة حفاظاً على التراث العالمي للطبخ.
الجدير بالذكر أنّ وزارة الدفاع الأميركية كانت قد وفّرت الكثير من المساعدات العسكرية للّبنانيين خلال حرب تمّوز. يومها، اختارت باقة من الأسلحة الأكثر جودة وذكاءً وأرسلتها إلى إسرائيل لتقصف بها الأراضي اللبنانية. وعلى عكس ما أشيع في ذاك الوقت، لم يكن هدف الأميركيّين مساعدة إسرائيل في حربها على لبنان، بل مساعدة اللبنانيين على البقاء على قيد الحياة عبر جعل الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل أكثر دقّة في إصابة أهدافها «العسكرية».
منذ ذلك الحين، والرئيس السنيورة معجب بأداء وزارة الدفاع الأميركية. لقد سنحت له الفرصة أخيراً للتحدّث مباشرة مع مساعد الوزير. بكَيا معاً على دونالد رامسفيلد، وأملا أن يتجاوز الاحتلال الأميركي محنته في العراق.