خالد صاغية
في مقابلة مع مجلة «نيوزويك»، أدلى النائب سعد الدين الحريري بدلوه في ما يخصّ الاحتلال الأميركي للعراق. فقال ردّاً على سؤال: «علينا أن نتذكّر أنّ الحكومة العراقيّة تريد للولايات المتحدة الأميركية أن تبقى (في العراق)». وأضاف: «لقد عانى العراق كثيراً، وهو يحتاج إلى الاستقرار».
والواقع أنّ هذا الكلام غريب صدوره عن زعيم الأغلبية النيابية اللبنانية، التي تدّعي النضال في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال. كأنّما الاستقلال حكر على بلاد دون غيرها، وخصوصاً أنّ الحريري يدعو، وفي المقابلة نفسها، إلى «عزل سوريا» التي تهدّد الاستقلال اللبناني، والتي يؤكّد أنّها وراء كل الاغتيالات.
لكن لتتّضح الصورة، لا بدّ من التمعّن في حجّتَي الحريري اللتين يمكن تلخيصهما كالآتي:
أوّلاً، إنّ الاحتلال الأميركي ضروريّ لضمان استقرار العراق في هذه المرحلة، وخصوصاً بعد العذابات التي مرّ بها. ثانياً، الاحتلال الأميركي «شرعيّ» نوعاً ما، لكونه مدعوماً من الحكومة العراقية. طبعاً، لا يذكر الحريري أنّ الحكومة العراقية هي وليدة الاحتلال القائم، وأنّ الانتخابات العراقية جرت في ظلّ الاحتلال.
نستنتج إذاً، أنّ الاحتلال الأميركي في العراق، وفقاً للحريري الابن، «شرعي، وضروري، ومؤقّت».
ذات يوم، ثمّة من رفع في لبنان هذا الشعار نفسه في وجه المطالبين بخروج الجيش السوري من الأراضي اللبنانية. رفعه، ودافع عنه، وعمل بموجبه. ولعلّ الحريري الابن يذكر الأمر جيّداً. فمطلقو الشعار ومؤيّدوه لم يكونوا بعيدين عنه!