ليال حداد
يبدو أنّ ظاهرة محطات الأطفال التلفزيونية لن تنحسر قريباً. فبعد «تيجي» Tiji و«بيوي» Piwi الشاشتين الأشهر في العالم، ها هي «بايبي فيرست تي في» Baby First Tv تطلّ على جمهورها الفرنسي المؤلّف من الأولاد الّذين تتراوح أعمارهم بين ستّة أشهر وثلاث سنوات. «وبايبي فيرست» هي النسخة الفرنسية عن شاشة أميركية تحمل الاسم نفسه وقد بدأت بثها منذ ثلاث سنوات، لتنافس اربع عشرة شاشة للأطفال في فرنسا. إلا أن ما يميّز هذه الشاشة حسب أحد المديرين فيها هو أنها لا تبثّ إعلانات تجاريّة، لا لسبب أخلاقي طبعاً بل لأن الجمهور الذّي يستوعب الإعلانات ويتأثّر بها، يجب أن يتجاوز عمره أربع سنوات، أما جمهور تلك المحطة فهو من فئة عمرية أصغر.
وسيبثّ التلفزيون الجديد برامج فيها موسيقى هادئة وألوان فرِحة «تريح نظر الطّفل» حسب ما جاء في الحملة الإعلانية للتلفزيون. وفعلياً لا تقدّم الشاشة أي أمرٍ جديدٍ للأطفال، فبرامجها تتوزّع بين الحيوانات الملوّنة والناطقة في رسوم متحركة لا تختلف كثيراً عما تقدّمه معظم المحطّات الأخرى المخصصة للأطفال .
غير أن المحطّة الجديدة لم تسلم من الانتقادات اللاذعة في الصحافة الفرنسية. إذ اتهمت بأنها تحاول لعب دور «بايبي سيتر» أو جليس الأطفال، «فطفل عمره ستّة أشهر لن يفهم شيئاً مما يشاهده امامه إلا بعض الأصوات، لكنّه سيريح والدته، فبإمكانها أن تتركه أمام الشاشة لساعات» على حدّ قول الطبيبة الفرنسية ماري روز مورو لصحيفة «لبراسيون». وتستشهد مورو ببعض الحالات التي تعاينها يومياً فتقول إنها «ترى يومياً عدداً كبيراً من الأطفال لا يستطيعون النوم ويعانون مشاكل في السيطرة على أنفسهم»، وبعد الحديث مع الأهل تستنتج بأن مشكلتهم هي أنّهم يقضون الكثير من الوقت أمام شاشة محطّات الأطفال.