بلال عبود
«أيّها العلمانيون اتّحدوا»، تنطلق نشرة «مرصد الطائفية» الإلكترونية في عملها من فكرة تقول إن ما يسمى الصيغة اللبنانية والعيش المشترك هو تكريس للواقع الطائفي الذي يرسخ الاعتقاد بأن اللبنانيين جماعات متباعدة لا تلتقي.
بدأت تتبلور فكرة إطلاق «مرصد» لملاحقة ظواهر الطائفية، في أيار 2007 حين التقت مجموعة من الشباب اللبنانيين من الذين يتفقون على اعتبار أن الطائفية هي «العلة الأساسية في وجه قيام الدولة المدنية في لبنان»، فكان المرصد التعبير العملي عن هذه الأفكار.
يقوم المرصد بمتابعة كل الوسائل الإعلامية المحلية وتصريحات السياسيين ورجال الدين والعاملين في الشأن العام من أجل رصد أي حديث أو سلوك طائفي ووضعه في نشرة إلكترونية تُوزّع عبر البريد الإلكتروني لمجموعة كبيرة من الأشخاص، وخاصة من الجيل الشاب. الهدف من هذا المشروع هو محاصرة السلوك الطائفي وتعريضه للضوء «عدوّه الأول»، كما تصف النشرة، وذلك من أجل «الانتقال من مرحلة العيش المشترك الى مرحلة وحدة الحياة». تعمل على إنجاز هذه النشرة مجموعة من الشباب الملتزمين مواجهة الطائفية، بعضهم من أصحاب الانتماءات السياسية، فيما آخرون ليس لهم أي انتماء سياسي وتجمعهم المطالبة بالعلمانية والدولة المدنية. والمرصد «مفتوح أمام الجميع للمشاركة ومن أي اتجاه سياسي كانوا»، كما يؤكد هاني نعيم مسؤول التحرير في النشرة، الذي يعتبر أن المرصد «ليس محسوباً على أي فريق في البلد، وهو إطار عمل لأي علماني، سواء كان من 8 أو 14 آذار أو غيرهما».
يرتكز العمل في النشرة بشكل أساسي على المتطوعين الذين «عددهم ليس كبيراً»، لأن بداية المشروع كانت مع نهاية العام الجامعي، ولكن من المتوقع أن يزداد عددهم خلال السنة، حيث سيقوم المرصد بتنفيذ عدد من النشاطات في مختلف كليات الجامعة اللبنانية، وخاصة في مجمع الحدث الجامعي. تقدم وكالة «أبعاد برس» الدعم التقني والإلكتروني لهذه النشرة التي تصدر كل ثلاثاء على إحدى وصلات موقع «خبر» التابع لهذه الوكالة khabaronline.net/marsad، ولا تكتفي النشرة برصد السلوكيات الطائفية، بل تقوم أيضاً بنشر أبحاث ودراسات أو مقالات من الصحافة اللبنانية تتناول مواضيع متعلقة بالطائفية، وباقتراح وجهات نظر للوصول إلى نظام مدني في لبنان. وأخيراً أُضيفت فقرة جديدة إلى المرصد تحت اسم «الساخر»، وهي نوع من الكوميديا السوداء التي تعالج الأفكار في إطار تهكّمي.
يتهيّأ الشباب المتطوعون في المرصد لتوسيع نشاطاتهم في العام المقبل عبر توزيع النشرة على أكبر عدد من الأشخاص وعلى كل الوسائل الإعلامية، بالتعاون مع بعض المواقع الإلكترونية الأخرى التي ترفع شعار العلمانية ومواجهة الطائفية. ويسعى المرصد الى التعاون مع عدد من المحامين من أجل رفع دعاوى على أي شخص يقوم بتحريض طائفي في تصريحاته أو تصرفاته وملاحقته قانونياًَ.
وفي مواجهة الطائفية، لم ينتظر الشباب الملتزمون الحلول «لتسقط من السماء»، بل قرروا البدء بأنفسهم عبر رصد كل تصرف أو تصريح أو أي عمل طائفي، حتى يصبح كل مواطن عيناً وأذناً ترصد وتحاسب.