خالد صاغية
ترى بعض النظريّات التي استعادت مفهوم الإمبريالية بعد حرب العراق، أنّ الإمبرياليّة لا تعني في عالم اليوم إلا فرض انتشار النيوليبراليّة في العالم، أي إعادة هيكلة اقتصاديّات الدول وفقاً لمصالح طبقات رأسماليّة محدّدة. قد يحدث ذلك عبر الاجتياح العسكري المباشر، أو عبر قلب الأنظمة من الخارج، كما قد يحدث عبر فرض وصفات صندوق النقد الدولي وأخواته.
تفترض هذه الوسائل المتنوعّة تنوّعاً في الخطابات المرافقة لها. فنجد تشابهاً بين خطاب اقتصادي «تنموي»، وآخر سياسي اجتماعي، يطالان الدول الواجب تأديبها.
وقد عمد علم الاقتصاد الحديث إلى ابتكار مؤشّرات بات التسابق بين الدول لتسلّق سلّمها واجباً وطنياً، وراحت المقارنات تدور بين الدول كما لو أنّها كيانات متشابهة. فيقاس الناتج المحلي للبنان مثلاً بالناتج المحلي للبرازيل، وكذلك معدّلات الدخل، والإنجاب، والاستثمار، فضلاً عن رأس المال البشري. يكفي إلقاء نظرة على تقرير «تنموي» يحوي جملة من هذه المؤشّرات السوداويّة لدولة معيّنة، حتّى نعرف أنّ عصا النيوليبراليّة جاهزة لتضرب.
بالتوازي مع هذا الخطاب، قد يجري التعتيم فجأة على كل النواحي في دولة «سيّئة الحظ»، لتختزل الحياة فيها بالقمع البوليسي، واضطهاد المرأة، وعدم احترام حقوق الأقليات، وغياب الديموقرطية، وقمع الحريات، والفساد، وانعدام الشفافية، وانتهاكات حقوق الإنسان، ودعم الإرهاب. تُجمّع هذه المصطلحات في وعاء واحد، وترمى في وجه دولة بعينها، سنعرف لاحقاً أنّ اجتياحاً عسكرياً في طريقه إليها.
هل قال أحد منكم إيران؟