رندة غندورة
يحطّ الياباني دايسوكي ناكانيشي في لبنان، وهو المحطة 98 من جولته في بلدان العالم مستخدماً دراجته الهوائية، مصراً على تحقيق حلمه في «تكوين مليون صديق».
انطلق دايسوكي (37 عاماً) في رحلته في تموز 1999، بعدما عمل لمدة 6 سنوات موظفاً في القسم المالي في إحدى الشركات اليابانية، تمكّن خلالها من ادخار حوالى 50 ألف دولار مصاريفَ لرحلته التي شملت كندا والولايات المتحدة والمكسيك وبلدان جنوب أميركا ثم الدول الأوروبية، وصولاً إلى دول شمال وجنوب إفريقيا... محققاً حلمه، الذي نضج أثناء دراسته الجامعية للاقتصاد، بأن يتمكّن من زيارة قارّات العالم بأكملها والتعرّف بشعوبها وتقاليدها، وقد بدأ برحلاته في خلال إجازاته الصيفية التي كان يحظى بها من الشركة، أما اليوم فهو متفرّغ لها كلّياً صيفاً وشتاءً.
دايسوكي مغامر توّاق إلى الحرية بأبعد حدودها، اختار الدراجة الهوائية وسيلة للتنقل «بطريقة صحية ومحافظة على البيئة»، كما يقول، ليتمتع بحريته في الانطلاق ساعة يشاء وحيثما يشاء، إضافة الى التعرف بمعالم البلاد السياحية ومشاهدة مناظرها الطبيعة. إلا أن أكثر ما يعنيه هو التعرف بالأصدقاء في كل هذه البلدان، وتساعده على ذلك اللغات الأربع التي يتقنها، وهي اليابانية والإنكليزية والإسبانية والبرتغالية. وقد بلغ عدد أصدقائه حتى الآن 400 ألف من مختلف دول العالم، ويستمر في التواصل معهم عبر الإنترنت لأنه لا يريد أن يخسر «ثروته التي حققها»، وإن كان يقرّ بأن شعاره المتمثل في «أن يكوّن مليون صديق لتحقيق السلام في العالم»، فيه الكثير من المثالية لأن أصدقاءه ليسوا أصدقاء في ما بينهم..
قطع دايسوكي حتى اليوم 118 ألف كلم على دراجته الهوائية الكاملة التجهيز.. من دون أن يضطر الى تغييرها، إذ اكتفى بتبديل دواليبها حوالى 68 مرة والفيتاس مع الجنزير 10 مرات، وأهم ما في معدّاته خيمته التي يستخدمها للنوم صيفاً وشتاءً لأنه لا ينزل في الفنادق ولا يرتاد المطاعم أبداً، لتقليص مصاريفه التي تبلغ حوالى 300 دولار شهرياً، فيشتري حاجياته ويعدّ طعامه بمفرده، وفي كثير من الحالات يتلقى دعوات من الأصدقاء أو ممن يتعرف بهم في البلد للمبيت عندهم والاستحمام، وقد يلجأ الى الأنهار والأماكن الطبيعية. وفي لبنان استقبله «زميله» الدراج بسّام عماد لأنه يقدّر مصاعب مثل هذه الرحلات.
وعلى الرغم من دعوة والده المتكررة له للعودة والاستقرار والزواج في اليابان، فإنّ دايسوكي يصرّ على إكمال رحلته التي ستستمرّ سنتين إضافيتين يجول في خلالها في بعض الدول العربية، إيران، أرمينيا، جورجيا، باكستان، الهند، ونيبال، قبل العودة الى موطنه.
دايسوكي المتفائل بطبعه، يعترف بصعوبة العودة الى اليابان والبحث عن عمل من جديد. ولكن أكثر ما يعنيه هو مشاركة الناس حلمه، ولا سيما الأولاد منهم، من خلال الكتاب الذي سيعمل على إعداده ويتضمن كل الصور والتجارب التي جمعها من كل بلدان العالم، والتي يعرض البعض منها على موقعه الإلكتروني الخاص
www.daisukebike.be