خالد صاغية
تصدر أحياناً مواقف عن المعارضة تؤكّد على عدم عرقلة الاستحقاق الرئاسي. ووصلت هذه المواقف إلى ذروتها في اعتبار أنّ حزب الله، أو الرئيس نبيه برّي، يؤيّد «ما يتّفق عليه المسيحيّون».
الواقع أنّ إعلاناً كهذا ليس موفّقاً لأسباب عديدة:
أوّلاً، إنّه لا يعني بالضرورة أنّ المعارضة تسهّل انتخاب رئيس للجمهورية. لا بل قد يكون العكس هو الصحيح. فمن الواضح أنّ التوافق الأصعب في هذه المرحلة هو توافق المسيحيّين في ما بينهم. لذا، يبدو سهلاً لمن لا يريد التوافق أن يراقب من بعيد، مراهناً على عدم توافق المسيحيّين.
ثانياً، ترك موضوع الرئاسة لـ«ما يتّفق عليه المسيحيّون» يعني ترك رئاسة المجلس النيابي لما يتّفق عليه الشيعة، ورئاسة الحكومة لما يتّفق عليه السنّة. وهذا يكرّس ما يُعرف بفدراليّة الطوائف، وهو طرح يجب ألا تحمله معارضة تطلق على نفسها اسم «المعارضة الوطنية اللبنانية».
ثالثاً، يجب ألا تتّخذ المعارضة، وحزب الله بشكل خاص، موقفاً عاماً بناء على لحظة سياسية عابرة. فإذا كان حزب الله مطمئنّاً اليوم لموقف جزء كبير من المسيحيّين، فقد لا ينطبق الأمر نفسه على محطات أخرى. ليس من مصلحة المعارضة مثلاً، ترك منصب رئاسة الوزراء للسنّة وحدهم، وليس من مصلحة المعارضة ترك منصب الرئاسة للمسيحيّين وحدهم، إذا ما تمكّنت القوات اللبنانية مثلاً من الهيمنة على القرار المسيحي، كما حصل سابقاً.
بناءً على ذلك، على أيّ معارضة وطنية، في لحظة كهذه، أن تعمل على «اختراع» رئيس «يتّفق عليه... اللبنانيون».