سوزان هاشم
في بعض القرى القريبة من نهر الليطاني، يهرب العشاق إلى ضفافه عند بلدة الزرارية، ليستمتعوا بالجو «الرومانسي». يهرب هؤلاء عادة من عيون النـاس في الاستراحات المتنــــــاثرة عند ضفاف النهر وألسنتهم، ويلجأون إلى أماكن تظللها الأشجار وتسوّرها الصخور.
لكن لحظات الانفراد بالحبيب لا تطول، فقد ذاع أخيراً صيت عصابة من الفتيان الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً. يلاحق أفراد العصابة العشاق، يجعلون من فروع الأشجار وأغصانها مخابئ لهم، ويجلسون هناك لمراقبة العشاق ومباغتتهم «في عز اللحظة الحميمة»! ويعمدون إلى فضح أمرهم في بلداتهم، عبر نشر روايات «يضفون عليها جزءاً كبيراً من نسيج مخيلاتهم» وفق ما أكد عضو «منشقّ» طلب عدم ذكر اسمه.
محمود س. من ضحايا العصابة، فهو اصطحب صديقته من بيروت للاستمتاع بالطبيعة في بلدته الجنوبية، لكن الحظ العاثر كان في انتظاره، إذ وقع في كمين نصبته هذه العصابة. فما كادت شفتا محمود تلامسان خد صديقته، حتى انقضّت عليهما مجموعة من الفتيان الذين كانوا يختبئون وراء الأشجار. وراح أفراد العصابة يصفّقون هاتفين بأعلى صوت: «باسها باسها».
أما محمود وصديقته فقد ذُهلا بما سمعاه، وما كان منهما إلا أن هربا بأقصى سرعة من موقع الجريمة وهما يصرخان «يا رب السترة»! أمنية محمود وصديقته لم تتحقق، فبعد ساعتين «انكشفت قصتهما» في القرية، وأضحت على كل شفة ولسان. وراح أهــــل البلــــــدة يتداولونها كل على طريقته المزيفة، وذلك من خلال إضافة الكثير من التفاصيل الكاذبة.
وهكذا لم يعد من ملاذ يلجأ إليه العشاق على ضفاف هذا النهر، فعيون أفراد تلك العصابة تترصد كل التحركات، وقبل أن يفكر أي شخص بالقيام بأية خطوة، بات يجب عليه اتخاذ «الحيطة والحذر»!