خالد صاغية
ما قصّة الكهرباء؟ السؤال ليس واحداً من فوازير رمضـان. لكنّ الحرب الأهليـة، علـــى حدّ علمنـا كمواطنين، انتهت منذ حوالى سبعـة عشر عاماً. على حدّ علمنا أيضاً، كانت الكهرباء من ضمن أولويّات مشروع إعادة الإعمار سيّء الذكر. وقد وُعدنا بأنّ التيّار الكهربائي سيعود بشكل متواصل 24 على 24 خلال فترة قصيرة. كان ذلك في بداية التسعينات، ومن ضمن سلّة الوعود الربيعيّة التي لم يجنِ ثمارها إلا مطلقوها. وعلى حدّ علمنا أيضاً، أُنفقت مبالغ طائلة على بناء معامل جديدة للطاقة. وقد بُنيت المعامل فعلاً، لكنّ التيار الكهربائي استمرّ في الانقطاع.
بالإمكان طرح عدد من الأسئلة الساذجة:
من جنى الأرباح من بناء تلك المعامل التي تملك مواصفات غير تلك المطلوبة؟
من يجني الأرباح كلّما تأخّرت باخرة الفيول؟
من يضخّم خسائر مؤسسة كهرباء لبنان لترويج عملية الخصخصة؟ وهل من طرف سياسي مستعد للدفاع عن حق المواطن بالكهرباء، دون أن يُترك هذا القطاع الحيوي عرضة لتلاعب الشركات الخاصة؟
إنّها نماذج لأسئلة لن تجد من يجيب عنها. فالعتمة تروق للمواطن الذي ما عاد يطيق أن يرى، وللمسؤول الذي لا يريد له أن يرى. وكلاهما دخل أصلاً في نفق مظلم، وبإرادة حرّة وواعية، فما الحاجة إلى الكهرباء؟
إنّه فعلاً بلد لمبة.