strong>صباح أيوب
«هل أنت صحافي؟ إذا لا تنشر أي خبر ولا تبثّ أية صورة ولا تسجّل أي تعليق عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 30 تشرين الثاني المقبل. ساعِد الفرنسيين على التخلّص من سموم الظهور المكثّف لـ «ساركو» في وسائل الإعلام»، هكذا توجّه «التجمّع من أجل ديموقراطية التلفزيون» في فرنسا بنداء الى كل وسائل الإعلام للتضامن مع حملته من أجل «تطهير» الإعلام من صور الرئيس الفرنسي الحالي وأخباره بعدما بلغت درجة تغطية الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع لأخبار و«تحرّكات» الرئيس ومن حوله وعائلته حدّاً بات «يمثّل خطراً على ديموقراطية الإعلام في فرنسا وشفافيته».
فبعد «الطفرة الساركوزية» التي اجتاحت وسائل الإعلام الفرنسي منذ ترشّح وزير الداخلية السابق نيكولا ساركوزي للرئاسة وأثناء قيامه بحملته الانتخابية وبعد فوزه مع ملاحقة كل وسائل الإعلام لأخباره وأخبار عائلته بتفاصيلها حتى أصبح مجرّد خبر قيامه بزيارة شخصية في احدى ضواحي فرنسا، أو تفاصيل عطلته الصيفية وأخبار زوجته سيسيليا وأولادها وأولاده الخبر الأول الذي تتداوله الصحف والتلفزيونات على مدار الساعة...
لذا فقد أعلن أخيراً «التجمّع من أجل ديموقراطية التلفزيون» في فرنسا، يوم 30 تشرين الثاني «يوماً إعلامياً من دون ساركوزي» على غرار «يوم وطني من دون تدخين» أو «يوم وطني من دون سيّارات». والمطلوب ألا تذكر أية محطّة تلفزيونية او وسيلة اعلامية خلال 24 ساعة أي خبر عن الرئيس الفرنسي، وألا تلفظ اسمه حتى في أي تعليق ايجابياً كان أم سلبياً، مع الدعوة إلى عدم بثّ صوره الفوتوغرافية والمتحركة أيضاً. وقد اختير يوم 30 تشرين الثاني تحديداً لتنفيذ هذا القرار لأنه يرمز الى اليوم الذي أعلن فيه ساركوزي ترشّحه الى الرئاسة في عام 2006. ويقول رئيس التجمع لمجلّة «ماريان» الفرنسية إنّ سبب الحملة هو «تلوّث الرأي العام بما تورده وسائل الإعلام باستمرار وانعدام التعددية في الآراء». ويقول مطلقو هذه الحملة إنهم يأملون أن يفتح نداء «اليوم الاعلامي الوطني من دون ساركوزي» باب النقاش حول ديموقراطية الإعلام في فرنسا وسيطرة الشركات الممولة عليه وعلى سياسته التحريرية. مع التطرّق أيضاً الى موضوع هيمنة الرئيس الفرنسي نفسه على السياسة الاعلامية العامة في البلاد و«تجنيدها» لتحسين صورته أمام الرأي العام المحلّي والعالمي. ويُذكر أن الرئيس ساركوزي هو أحد أكثر الرؤساء «حبّاً للظهور» في العالم، فقد كان لصورته الاعلامية منذ تولّيه منصب وزارة الداخلية دور بارز في جذب الأنظار اليه، كذلك اعتمد كثيراً على التلفزيون في حملته الانتخابية الرئاسية. وقد أنشأ له منظمو حملته الانتخابية وداعموه محطّة تلفزيونية خيالية خاصة به تعرف بـ «ساركو TV» وهو موقع إلكتروني يحتوي على أبرز محطّات حياة ساركوزي السياسية وخطاباته وحلقات ظهوره على التلفزيون وإعلان بالصوت والصورة عن مشاريعه المستقبلية، اضافة الى مجموعة من الفيديوكليبات التي تمجّد إنجازاته وتتغنى بمميّزات «سيّد الإليزيه» وشخصيته.