المال «ينقل» الأمراض! قد يحمل الفرج لمتلقّيه، لكنّه قد يسبب أيضاً نقل فيروس «الإنفلونزا» إليه... الأوراق النقدية تحديداً هي التي تُسهم في انتشار مختلف أنواع فيروس «الإنفلونزا». كيف؟ هذا ما أكّدته دراسة علمية ستنشر قريباً في المجلات المتخصصة قامت على تحاليل مخبرية في مستشفيات جنيف في سويســــرا، كما أوضحت جريدة «لو فيغارو» الفرنسية.
وقد كشفت تلك التحاليل أنّ فيروس الإنفلونزا تحديداً، بمختلف أنواعه، يبقى «حيّاً» وفاعلاً لمدة 120 ساعة إذا ما انتقل إلى الأوراق النقدية، لذا بإمكان تلك الأوراق النقدية أن تنقل الوباء وتسبب انتشاره بين مجموعات الناس التي تدوالت بها.
وتختلف مدّة بقاء الفيروس فاعلاً باختلاف نوعه، فبعضها يبقى ساعتين فقط، والبعض الآخر من 24 إلى 72 ساعة، وقد أجريت التحاليل على العملة السويسرية الورقية من فئة 50 فرنكاً سويسرياً وضعت في ظروف حرارية وبيئية طبيعية كالتي تسود عادة في أجواء البلد، فظهرت النتائج «غير المطمئنة».
ولا يستطيع العلماء اختبار أنواع الفيروسات القاتلة بسبب خطورتها لذا فهم يجهلون اليوم ما اذا كان فيروس انفلونزا الطيور القاتل مثلا يبقى حيّاً على الأوراق النقدية لمدّة كفيلة بنشره، وهم يتخوّفون من إمكان شمول نتائج دراستهم هذه لفيروس «إنفلونزا الطيور» أو (H5N1) أيضاً، فإذا تبيّن أنه يبقى لمدّة طويلة على العملات الورقية فسينذر بكارثة إنسانية وذلك لسرعة انتشار هذا الوباء المميت في مختلف بلدان العالم وصعوبة القضاء عليه.
وحسب بعض المهتمين بالشأن الصحي والإنساني، قد تفتح نتائج هذه الدراسة مجال المطالبة بإلغاء أو منع التداول «ورقياً» بالعملات والاستعاضة عنها بالبطاقات التي تحوّل الأموال إلكترونيا من دون الاضطرار إلى لمسها.