خالد صاغية
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يحمل مشروعاً يتلخّص بالقدرة على عزل لبنان عن التطوّرات الحارّة التي تنتظر المنطقة. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ المهمّة الملقاة على عاتقه مستحيلة.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يحمل مشروعاً يتلخّص بمحاربة الفساد وبناء أسس الدولة الحديثة. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ المهمّة الملقاة على عاتقه وهميّة.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يحمل مشروعاً يتلخّص بإحياء الدور المسيحي الذي كان سائداً قبل اتّفاق الطائف. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ المهمّة الملقاة على عاتقه تتعلّق بالماضي، لا بالمستقبل.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يجسّد في شخصه مشروعاً توافقيّاً بين اللبنانيّين. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ المهمّة الملقاة على عاتقه غير موجودة.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يكمل مسيرة ثورة الأرز. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ منطق الثورة (بلا زغرة) يعلو على منطق الدولة.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية يحمي المقاومة. هذا الرئيس ببساطة غير موجود، لأنّ المهمّة الملقاة على عاتقه أكبر قياساً منه.
ثمّة من يريد رئيساً قويّاً للجمهورية تكمن قوّته في اقتناعه بمحدوديّة صلاحيّاته، واستعداده لتنفيذ أوامر نادي أكَلة الجبنة، على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم. هذا الرئيس موجود، والمهمّة الملقاة على عاتقه سهلة، وهو ينتمي أصلاً للنادي المذكور، وسيجري انتخابه خلافاً للتوقّعات المتشائمة، وبنصاب يفوق الثلثين.