أن تعيش في مدينة ملوّثة هو كأن تنفّذ ببطء حكماً بالإعدام». اتخذ «معهد بلاك سميث» الأميركي من هذه العبارة شعاراً للانطلاق في رحلة الكشف عن «أكثر المدن تلوّثاً في العالم»، وقد أصدر منذ أيام، تقريره لعام 2007 وتضمّن لائحة بأول عشر دول تصدّرت «المواقع الأكثر تلوّثاً» لهذا العام، وشملت مدناً ومواقع في الصين، الهند، أذربيجان، البيرو، أوكرانيا، روسيا وزامبيا. وفيما غاب ذكر أي موقع ملوّث في الولايات المتحدة، يؤكّد المعهد على صدقيته في تصنيف الدول. إذ يعتمد في أبحاثه على مختصّين من أشهر جامعات أميركا وبريطانيا ومن شركات الهندسة البيئية. وقد ارتكز التقرير على مؤشرات وعيّنات من الأرض والمياه والهواء، وتم فحصها ودراسة الوضع الصحّي للأفراد والعائلات التي تعيش في محيط تلك المواقع. وقد تبيّن أنّ غالبية سكّان تلك المناطق يعانون من أمراض سرطانية جلدية، ومن سرطان والتهاب الرئة والأذنين ومن العقم ومن إصابة الأولاد بعاهات منذ الولادة وبأمراض تنفسية أو حتى بتخلّف عقلي... وقد وصلت نسبة الأولاد المصابين بأمراض مزمنة من جرّاء تلوّث الهواء والمياه في أحد المواقع إلى 90%. ويوضح التقرير أنّ المدن الصناعية ومواقع المناجم هي الأكثر تعرّضاً للتلوّث، إضافة إلى المدن المكتظّة بالسكّان والسيارات، ويشير إلى أنّ مصانع المواد الكيميائية والعضوية لا تلفت الانتباه عامّة، فهي تكون بعيدة عن أعين الزوّار والسيّاح وتبنى في مناطق معزولة وبعيدة عن العاصمة. إلا أنّ العمّال والموظفين فيها يسكنون في أماكن مجاورة وهم الأكثر تعرّضاً للإصابة بالأمراض، وقد ينتقل التلوّث إلى المياه الجوفية فيصل بذلك إلى كل المناطق المجاورة للمصانع. وقد لاحظ المعهد تجاوباً من بعض الحكومات بشأن بعض المواقع التي ذكرت في تقرير 2006، ولكن المشاكل الأكثر تأزّماً تبقى حلولها بيد بعض الحكومات التي تغضّ النظر عنها حالياً.(الأخبار)