معمر عطوي
هل بات الإنسان شبيهاً بالآلة لجهة التعاطي مع أعضاء جسده كأنها قطع «أكسسوار»، يبيع ما يشاء منها تحت الضغط أو الحاجـة؟ وإذا كان الإنسان في الدول النامية مضطراً أحياناً لبيع أعضائه، فما الذي يجبـر مواطني الدول «المتحضرة» على الدخول في بازار هذه التجارة، التي بات لها أسواقها ووسطاؤها والبائعون والمشترون والعيادات التي تجري فيها عمليات النقل والزرع..؟
ورغم أن القانون الألماني يحظر تجارة الأعضاء البشرية، كشفت صحيفة « شبيغل أون لاين» الإلكترونية الألمانية، في تحقيق حمل عنوان «أكباد من أجل العرب»، تورّط إحدى العيادات الطبية الجامعية في مدينة كيل، حيث يقوم بعض العاملين في قسم زراعة الأعضاء والبيوتكنولوجيا، بالتعـــــاون مع وسطاء عرب، بتأمين «متبرّعين» ألمان لبيع أعضائهم إلى مرضى سعوديين يسعون للحصول على أكباد وكلى وغيرها.
واستطاعت الصحيفة خلال هذا التحقيــــــق، أن تنتزع تأكيداً من بعض العاملين في العيادة، بشأن إجراء عمليات نقل وزرع. وكشفت أن شاباً سعودياً يبلغ من العمر 17 عاماً كان بحاجة إلى زراعة كبد، قصد هذا المكان، وتمكن من الحصول على مراده، عبر تأمين كبد مواطن ألماني، حيث بلغت تكاليـــــف العملية برمتها حوالى 27 ألـف يورو.
وبينمـــــــا لم تعلّق السفارة السعودية لدى برلين على هذا الموضـوع، تحدث التحقيـق عن تحذير الهيئات الطبية في ولاية شيلزفيغ هولشتاين، من حالات التلاعب بمنح الأعضاء، حيث كانـــــــــت المعلومــــــات تفيــد بأن مجموع ما دُفع من أموال سعودية لقاء زرع أعضاء قــــــــد وصل إلى 880 ألف يورو.