سوزان هاشم
تشهد أحياء بلدة كوثرية السيّاد الجنوبية أخيراً أعمال شغب وفوضى، ما أدّى إلى إقلاق راحة سكان القرية الذين يقعون تباعاً ضحايا لمقالب تُعدّ لهم، والمصدر أفراد «حزب الزاروب».
تأسس هذا «الحزب» قبل نحو عام، ويبلغ عدد المنضوين في لوائه حتى الآن 15 فتى من حيّ الزاروب، وهو أحد أحياء البلدة، أكبرهم يبلغ 14 عاماً. هؤلاء بلغوا شهرة كبيرة في البلدة بفضل أعمال الشغب التي يتفننون في اختراعها والقيام بها. قليلون هم من نجوا من شرّ أفعال أعضاء الـ«حزب»، «تركيب المقالب المسلية بالسكّان هو المبدأ الذي يوحّد العناصر»، بحسب ما يصرّح زعيم الزاروبيين؛ إبراهيم فضل الملقّب بالزغلول (14 سنة).
شروط الانتساب إلى الحزب «بسيطة» أبرزها أن يتمتع المرشح بصفة الفتى المشاغب، وأن يكون مقيماً في حي الزاروب. أما بالنسبة إلى السن فلا قيود محددة، فأحد الأعضاء عمره 3 سنوات وهو «يؤدي دوراً مهماً على صعيد الحزب» كما يؤكّد الزعيم. أما تعيين زعيم الزاروبيين فيكون عبر اختيار الأكبر سناً بينهم. ومن أجل تحقيق غاية الحزب لا بد من توافر التخطيط المدروس والأسلحة اللازمة، والتخطيط يتم خلال اجتماعات الأعضاء في ساحة البلدة صيفاً، وفي مغارتها شتاء. أما الأسلحة المعتمدة فهي عبارة عن بيض وحجارة، وبعض الليمون الفاسد. وقد استخدمت أخيراً هذه الأسلحة في تنفيذ «عملية» نوعية ضد إحدى الجهات التي عقدت ندوة في البلدة، فتصدى لهم الزاروبيون، وحاولوا إفشال النشاط عبر رمي نوافذ قاعة الندوة بوابل من الحجارة.
«لنا أهدافنا ولهم أهدافهم» هكذا يؤكد حسن إبراهيم الملقّب بـ«البنانا» فصل ما يقوم به الزاروبيون عن الأهداف السياسية.
واليوم حزب الزاروب يتمدد، وأعضاؤه لا يجدون من يمنعهم من الشغب، وهكذا لم يعد أمام هذا الحزب سوى أن يقدّم «العلم والخبر إلى الجهات المختصة» للاعتراف به كأحد الأحزاب «الفاعلة» في لبنان.