خالد صاغية
الرئيس الأفغاني حامد قرضاي يبدي استعداده للقاء مباشر مع الملّا عمر، زعيم حركة طالبان، للبدء بمحادثات سلام، وتوزيع مقاعد وزارية على المسلّحين المعارضين. أمّا في لبنان، فثمّة من لا يرى إمكاناً للتوافق على رئيس جمهورية، لأنّ «النقيضين لا يمكن أن يلتقيا».
الرئيس الأفغاني حامد قرضاي لا يريد للاحتلال الأميركي أن يرحل عن أفغانستان. لكن، للأمانة، ينبغي القول إنّ قرضاي لا يريد للاحتلال أن يرحل لأنّه لا يعتبره احتلالاً. إنّه يرى في القوّات الأجنبية الموجودة على الأرض الأفغانية قوّات تابعة لوكالة تنمية دولية. لذلك أعدّ قرضاي للاحتلال برنامجاً تنمويّاً متكاملاً في أفغانستان. قال ذلك بصراحة: «يجب أن يكون واضحاً أنّني لا أريد للقوات الأجنبية أن تغادر قبل أن تصبح طرقاتنا معبّدة، وقبل أن يصبح وضع الكهرباء جيّداً، ووضع المياه جيّداً، وكذلك قبل أن يصبح لدينا جيش وطني أفغاني، وشرطة وطنية أفضل».
في الحالتين اللبنانية والأفغانية، يُستدعى التدخّل الخارجي، بصفته نوراً منقذاً من الظلام. مرّة ليبني مدرسة، ومرّة أخرى ليبني ديموقراطيّة، ودائماً ليخلّص البلاد من طرف «إرهابي». فقد بعث أحد الزعماء اللبنانيين برسالة إلى رؤساء بعض الدول «الصديقة»، لإنقاذ «ربيع بيروت وحريّتها» اللذين يواجهان، بحسبه، «خطر التصفية السياسية والجسدية». و«وحدكم، أنتم أصدقاء لبنان، تستطيعون حمايتها».
يا حلاوة الدنيا. ثمّة من يعبّد الطرقات في كابول، ويحمي الربيع في بيروت.